مشهد مأساوي هزّ منطقة البلقان، شهدت قرية باجيس بالقرب من بلدة سيتينيي في الجبل الأسود، يوم الأربعاء، جريمة بشعة راح ضحيتها عشرة أشخاص على الأقل، بينهم أطفال، في حادث إطلاق نار مروع.
بدأت الأحداث بمشاجرة داخل أحد المطاعم، حيث كان رجل مخمور يبلغ من العمر 45 عامًا قد قضى وقتًا طويلًا في شرب الكحول مع أحد الزبائن. بعد تصاعد الخلاف، عاد الرجل إلى منزله ليحضر سلاحًا، وعاد إلى المطعم ليطلق النار بشكل عشوائي، مما أسفر عن مقتل صاحب المطعم وطفليه (10 و 13 عامًا) بالإضافة إلى شخص آخر.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استمر المهاجم في إطلاق النار في ثلاثة مواقع أخرى، ليحصد أرواح ستة أشخاص آخرين، من بينهم أحد أفراد عائلته، وإصابة أربعة آخرين بجروح. وبعد ذلك، لاذ المهاجم بالفرار، لتنطلق عملية مطاردة واسعة النطاق شاركت فيها وحدات من الشرطة والجيش.
تمكنت القوات الأمنية من تحديد مكان المهاجم وتطويقه خلال ساعات قليلة. وعندما طالبته الشرطة بتسليم نفسه، أقدم على الانتحار بإطلاق النار على رأسه، ليلقى حتفه متأثرًا بجروحه.
أثارت هذه المأساة صدمة واسعة في البلاد، ودعت رئيس الوزراء إلى التعهد بفرض قيود جديدة على حيازة الأسلحة النارية، مؤكدًا أن هذه الجريمة تطرح تساؤلات جوهرية حول من يحق له امتلاك السلاح في الجبل الأسود.
الجدير بالذكر أن هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها في هذه المنطقة، ففي عام 2022، شهدت بلدة سيتينيي نفسها جريمة مماثلة، حيث قتل رجل عشرة أشخاص، بينهم طفلان، قبل أن يلقى مصرعه على يد أحد المارة.
يعتبر هذا الحادث الأكثر دموية في تاريخ الجبل الأسود، وهو بلد صغير يبلغ عدد سكانه 630 ألف نسمة، ويمتلك مواطنوه حوالي 245 ألف قطعة سلاح ناري. على الرغم من القوانين الصارمة، فإن الأسلحة غير القانونية لا تزال منتشرة في منطقة غرب البلقان، وهي تركة من حقب الحروب الماضية.
أكدت الشرطة أن إطلاق النار ليس له صلة بالجريمة المنظمة، رغم أن الجبل الأسود يعاني من تفشي الجريمة والفساد، وهي قضايا وعدت السلطات بمعالجتها في سياق سعي البلاد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وكالات