هل يستغلّ أوزين معاناة ضحايا زلزال الحوز لمكاسب انتخابية؟

في خطوة أثارت الكثير من علامات الاستفهام، اختار حزب الحركة الشعبية تنظيم مؤتمر إقليمي له بجماعة أوريكا في إقليم الحوز، السبت، وهو الإقليم نفسه الذي ما زالت جراحه مفتوحة بعد الزلزال المدمر، وساكنته تعاني الإهمال والتهميش منذ شهور، دون أن تجد آذاناً صاغية من الحزب ذاته، في المرحلة السابقة باستثناء تحركات محدودة من حيث العدد والفعالية.

ففي الوقت الذي انتظر فيه المتضررون من الزلزال التفاتة حقيقية لمشاكلهم ومعاناتهم في عز الأزمات، فضّل محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، التوجه إلى المنطقة لإلقاء خطاب في مهرجان حزبي، اعتبره كثيرون تحركاً انتخابياً لا أكثر ولا أقل، في محاولة لاستثمار الغضب الشعبي والتذمر الاجتماعي، عوض تقديم حلول ملموسة أو الدفاع الفعلي عن المتضررين داخل المؤسسات.

وعرف اللقاء حضوراً جماهيرياً قُدر بأزيد من ألف شخص، ضم نساءً وشباباً ورجالاً و”أطفالا أيضا”، وسط أجواء أراد الحزب تصويرها كدليل على تفاعل الساكنة مع ديناميته الجديدة، فيما رأى فيها آخرون “محاولة لتجميل صورة باهتة لحزب غاب طويلاً عن قضايا الإقليم ولم يتحرك إلا على إيقاع الميكروفونات والمنصات”.

أوزين، الذي ترأس اللقاء إلى جانب قيادات حزبية، هاجم الحكومة الحالية، معتبراً أن معاناة المغاربة تعود إلى “فشل السياسات العمومية”، قائلاً إن حزبه يمارس دوره الطبيعي في المعارضة. لكنه لم يتطرق إلى مسؤولية حزبه في فترات سابقة، ولا إلى غياب أي مبادرة عملية لدعم سكان الحوز طيلة الأشهر الماضية، وهي النقطة التي تشكل جوهر انتقادات متزايدة من ساكنة الجبال المنكوبة.

وفي تفاعله مع احتجاجات ساكنة آيت بوكماز، اكتفى أوزين بالإقرار بمشروعية المطالب، معيداً اجترار شعارات حول الماء والطرق والسكن، دون أن يقدم أي التزام واضح أو موقف سياسي حاسم بشأن ما يجب فعله اليوم.

وفي الوقت الذي شكك فيه الأمين العام في الأرقام الرسمية المتعلقة بإعادة إعمار الحوز، متسائلاً: “هل تصدقون فعلاً الأرقام؟”، لم يسلم هو نفسه من تساؤلات الحاضرين: لماذا لم يتحرك الحزب من قبل؟ ولماذا لا يُسمع صوت نوابه في البرلمان دفاعاً عن هذه القرى المعزولة؟

واختتم أوزين كلمته بنقد لاذع لوعود الأحزاب الحكومية، معتبراً أن “2000 درهم لكل مغربي” و”مليون منصب شغل” لم تكن سوى أوهام انتخابية، في محاولة منه لامتصاص الغضب، رغم أن الخطاب ذاته بات مكرراً ولا يحمل جديداً أمام واقع اجتماعي أكثر تعقيداً، لا يواجه بالشعارات بل بالفعل الميداني الغائب.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *