علمت “بلبريس” من مصادر قيادية في حزب الاشتراكي الموحد أن البرلمانية نبيلة منيب غابت عن اجتماعات المكتب السياسي للحزب لأزيد من سبعة أشهر، في ظل توتر غير مسبوق مع الأمين العام الحالي جمال العسري، بلغ حد القطيعة التنظيمية شبه التامة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الصراع بين الطرفين لم يعد خافيا على قواعد الحزب، إذ باتت الخلافات التنظيمية والسياسية تترجم في تحركات متباينة، ومحاولات متكررة لاستقواء كل طرف بجهات خارج الحزب.
وفي هذا السياق، تجري اتصالات غير معلنة من داخل تيار منيب من جهة، وتيار العسري من جهة أخرى، مع قيادات في حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، من أجل بحث إمكانية التعاون في عدد من الدوائر الانتخابية المشتركة خلال الاستحقاقات التشريعية المقبلة، بعدما انسحبو في وقت سابق من مشروع “الرسالة” ليلة انتخابات 2021.
وتأتي هذه التحركات في وقت يتصاعد فيه الجدل داخل الاشتراكي الموحد حول مستقبل الحزب، ومآلات تحالفاته المحتملة في ظل استمرار الانقسام الداخلي.
مصادر “بلبريس” أوضحت أن منيب وتيارها اقترحوا على بعض قيادات فيدرالية اليسار العمل بمنهج الدوائر الانتخابية المشتركة، مستلهمين التجربة الفرنسية، وهو النموذج الذي سبق أن سعت منيب إلى تنزيله رفقة حزب التقدم والاشتراكية خلال فترة توليها الأمانة العامة، وتعمل الآن على تسويقه كذلك داخل أوساط حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
ورغم الطابع الانتخابي المقترح لهذه الخطوة، إلا أن المصادر تشير إلى أن منيب تسعى من ورائها أيضا إلى استثمار التحالف “المُرتقب” مع فيدرالية اليسار كأداة ضغط داخلية في مواجهة جمال العسري، الذي ترفض منيب استمرار انفراده بقيادة الحزب، معتبرة أن ما تم الاتفاق عليه في مرحلة ما قبل المؤتمر هو توزيع عملي للأدوار يسمح لها بالحفاظ على تأثيرها السياسي، غير أن العسري، منذ توليه الأمانة العامة، تمسك بصلاحياته كاملة، ما تسبب في تأجيج الخلافات.
ويعزو متابعون للشأن الحزبي هذا الصراع المستمر إلى “غياب انسجام تنظيمي حقيقي، ما أدى إلى تراجع القاعدة التنظيمية للحزب، والتي لم تعد تتجاوز وفق بعض التقديرات حوالي ألف مناضل، بعد موجة مغادرة جماعية لعدد من الأعضاء صوب تنظيمات سياسية أخرى”.
ويرى هؤلاء أن “استمرار الثنائية المتصارعة داخل الاشتراكي الموحد بين تيار منيب وتيار العسري يهدد ليس فقط وحدة الحزب، بل أيضا إمكانية مساهمته في أي مشروع يساري موحد مستقبلي، خاصة في ظل ما يصفه البعض باستنزاف داخلي مزمن، يضعف موقع “الشمعة” في الساحة السياسية الوطنية”.