شكل استقطاب محمد أوزين الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، للتكتل الديمقراطي المغربي بقيادة زهير أصدور علامة فارقة في المشهد السياسي المغربي، خاصة مع تأكيد “برلمان السنبلة” على أهمية هذه الخطوة خلال دورته الرابعة بمدينة إفران.
يأتي هذا الانضمام في سياق استراتيجية متكاملة يقودها محمد أوزين لتعزيز مكانة الحزب وتوسيع قاعدته السياسية، مستفيدا من حالة عدم الرضا التي تسود بعض الأحزاب السياسية.
اعتبر رئيس التكتل المحامي زهير أصدور هذه الخطوة تاريخية، مؤكدا أنها تعكس قناعة راسخة بضرورة توحيد الجهود وتعزيز العمل السياسي المسؤول لخدمة القضايا الوطنية الكبرى.
لم يقتصر الأمر على انضمام تكتل شباط فحسب، بل امتد ليشمل تيار أبو الغالي المنشق عن حزب الأصالة والمعاصرة، في إشارة واضحة إلى نجاح سياسة الاستقطاب التي ينتهجها الحزب.
تشير المعطيات المتوفرة إلى احتمال انضمام خمس تيارات جديدة غاضبة من أحزاب مختلفة في الأيام القادمة، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل الحزب وقدرته على استيعاب هذا التنوع السياسي.
يرى مراقبون أن الحركة الشعبية تسعى لتشكيل قوة سياسية قادرة على المنافسة في انتخابات 2026، مستفيدة من خبرات وكفاءات الشخصيات المنضمة حديثا.
وفي هذا الصدد أكد قيادي بارز في الحزب أن هذه التحركات تعكس جدية “السنبلة” في التحضير للاستحقاقات المقبلة، مشيرا إلى أن الحزب أصبح يشكل نقطة جذب للفاعلين السياسيين من مختلف التوجهات.
لكن يواجه الحزب تحديا كبيرا يتمثل في كيفية إدارة هذا التنوع السياسي وضمان تماسكه الداخلي، خاصة مع تزايد الأصوات المحذرة من تحوله إلى “محج للغاضبين“.
تكتسب استراتيجية أوزين أهمية خاصة في ظل المنافسة المتوقعة مع الأحزاب الكبرى كالتجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال والعدالة والتنمية.
يرفض أوزين وصف هذه التحولات بأنها مجرد “صفقات سياسية”، مؤكدا أنها تندرج ضمن رؤية متكاملة لتطوير الأداء الحزبي وتعزيز دوره في المشهد السياسي.
يمثل انضمام شباط وتكتله نقطة تحول مهمة، نظرا لما يتمتع به من خبرة سياسية وقدرة على التواصل مع القواعد الشعبية في مختلف المناطق.
تسعى الحركة الشعبية من خلال هذه التحالفات إلى تجاوز صورتها التقليدية كحزب يمثل المناطق الأمازيغية، لتصبح قوة سياسية وطنية قادرة على المنافسة في جميع الجهات.
ويرى محللون أن نجاح الحزب في الانتخابات المقبلة سيعتمد على قدرته في تحويل هذه التحالفات إلى قوة انتخابية حقيقية وتقديم برنامج سياسي متماسك.
تشكل تجربة شباط السابقة في قيادة حزب الاستقلال عاملا مهما في تعزيز قدرات الحركة الشعبية، خاصة في مجال التنظيم الحزبي والعمل الميداني.
يواجه الحزب تحديا يتمثل في الحفاظ على هويته وخطه السياسي مع استيعاب التوجهات المختلفة للتيارات المنضمة حديثا.
تعول قيادة الحزب على خبرة أوزين في إدارة التحالفات السياسية وقدرته على خلق توازن بين مختلف المكونات الحزبية.
يبقى السؤال المطروح حول قدرة الحركة الشعبية على تحقيق نتائج متقدمة في الانتخابات المقبلة في ظل قوة المنافسين وتعقيدات المشهد السياسي.
سيكون العامان القادمان حاسمين في تحديد نجاح استراتيجية الحزب وقدرته على تحويل هذه التحالفات إلى قوة سياسية مؤثرة.
يبقى رهان الحركة الشعبية معلقا على نجاحها في تقديم نموذج سياسي جديد يجمع بين التجديد والأصالة، ويستجيب لتطلعات الناخبين في مختلف المناطق.
كما سيشكل موقف القواعد الشعبية للحزب من هذه التحالفات عاملا حاسما في نجاح المشروع السياسي الجديد الذي يقوده أوزين بدعم من شباط وباقي القيادات المنضمة حديثا.