فتيحة المودني.. الوصفة السحرية للأحرار لحل أزمة بلوكاج عمودية الرباط

تم اليوم انتخاب فتيحة المودني كعمدة لمجلس جماعة الرباط، بعد استقالة أسماء أغلالو التي اختارت الانسحاب؛ جراء وصول أزمة عمودية الرباط إلى باب مسدود، والإجماع بين المعارضة والأغلبية على فشلها.

وتم ترشيح المودني كبديلة، عقب إعلان والي جهة الرباط سلا القنيطرة، عامل عمالة الرباط محمد اليعقوبي، عن شغور منصب رئيس جماعة الرباط؛ حيث ظهرت المودني كمرشحة فريدة دون منافس.

وقد تم ترشيح فتيحة المودني للخروج من أزمة البلوكاج؛ جراء انفراد  أسماء أغلالو بالقرار، دون الاحتكام لمنطق الأغلبية والإجراءات القانونية؛ وهي الالتزامات الملقى على عاتق عمدة الرباط الجديدة.

ويرى مراقبون أن اختيار ترشيح فتيحة المودني، جاء لها من خبرة أكاديمية ومهنية، وتمتعها بشخصية قيادية في الإدارة والتنظيم، بعد الخبرة التي راكمتها في مسارها، ونشأتها في مناخ سياسي ودبلوماسي وريادي.

رأت فتيحة المودني النور لأول مرة سنة 1981 في مدينة الرباط، وهي تنحدر من أصول أمازيغية بتافراوت؛ مدين رئيس الحكومة عزيز اخنوش، من والدها علي المودني، رجل الأعمال المعروف في قطاع الصيد البحري، والأشغال العمومية بتافراوت.

ساهم محيط والدها المكون من رجال الأعمال والسياسيين والدبلوماسيين والمجتمع المدني، من تأثير في شخصيتها منذ نعومة أظفارها، وصقل حنكتها السياسية؛ بفضل الاحتكاك بجنسيات وأيديولوجيات مختلفة.

التحقت بالمعهد الدولي للتعليم العالي بالمغرب (IHEM)، بعد حصولها على بكالوريا من ثانوية دار السلام، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في التسويق والاتصال؛ قبل الهجرة إلى الإنجليز، والحصول على درجة الماجستير في التجارة الدولية والتمويل من كلية ريجنتس في لندن.

تقلدت فتيحة المودني مجموعة من المهام  كسيدة أعمال في كل من إنجليز، وتركيا، وإيرلندا، والإمارات، وألمانيا، وكوريا الجنوبية، ثم المملكة المغربية؛ ما مكنها صقل شخصيتها الريادية، دون أن يمنعها مسارها من الاهتمام بالقضايا السياسية للمغرب.

بالإضافة إلى قيادة شركات دولية، كمديرة تسويق لشركة “جت براديس” في الرباط، ومديرة تسويق لشركة ” ستيل بزنيس بريفيل” في لندن؛ حيث أظهرت مهارات قيادية وتنظيمية، والحس الاستراتيجي المسؤول.

برز اهتمامها بالقضايا الاجتماعية، عند ترأسها للمنتدى الإفريقي للريادة، ثم نائبة رئيس جمعية شباب السويسي للتنمية الاجتماعية؛ ورغم انشغالها بدراستها في الخارج، غير أنها لم تتنكر لجذورها وتقاليدها؛ دأبت على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والسياسية في المغرب، وفي منطقة تافراوت.

حصدت فتيحة المودني جائزة قائدة شابات إفريقية سنة 2019 ببروكسيل، وقبلها جائزة القادة الجدد للمستقبل في سنة 2015؛ نالتها خلال فعاليات منتدى كرانس مونتانا، حيث سلمها لها وزير خارجية بلجيكا ديديي ريندرز، بحضور عدد من الملوك والرؤساء والوزراء وشخصيات سياسية واقتصادية من مختلف القارات.

سمح المسار العملي والمهني والمدني لفتيحة المودني، من الاهتمام والانشغال بالقضايا السياسية والمجتمعية؛ الأمر الذي دفعها إلى الانخراط في الحياة السياسية، لتصبح بذلك فاعلة في تنمية بلدها، تحت اللون السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ونالت فيه مركزا قياديا.

 نالت عمودية الرباط عن الحزب المذكور اليوم 25 مارس 2024، بعد انتخابها كمرشحة وحيدة لرئاسة مجلس الجماعة الذي ظل معطلا، جراء أزمة البلوكاج؛ ويعول اللأحرار على حنكة فتيحة المودني، من أجل حل أزمة البلوكاج، بناء على الخبرة التي تتمتع بها.

وجدير بالذكر أن فتيحة المودني حصدت 66 صوتا من الأغلبية، مقابل 7 أصوات عن فريق العدالة والتنمية صوتوا بالرفض؛ وامتنع 3 أعضاء من فريق فيدرالية اليسار عن التصويت.

وترى الأغلبية بأن الكاريزما القيادية والتنظيمية والإدارية لفتيحة المودني، من شأنها أن تساهم في لملمة أزمة الانفراد في القرارات، والاحتكام إلى منطق الحوار والمقاربة التشاركية، و إشراك كل مكونات المجلس في قراراته.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *