تمكنت الشرطة الدولية “أنتربول”، بتنسيق مع مكتب التحقيق الفدرالي الأمريكي والشرطة الكولومبية، في الآونة الأخيرة، من إيقاف مغربي يحمل الجنسية الهولندية، يشتبه في أنه أحد زعماء مافيا “ملائكة الموت”، المكلف بتبييض أموال المخدرات.
وقالت الشرطة الكولومبية، حسب وسائل إعلام محلية، إن المتهم الذي يدعى “توفيق رمسيس”، سقط في كمين أمني في “ميديلين»، بعدما كان مطاردا من قبل أجهزة أمنية في ثلاث قارات، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أنه كان يدير مشاريعه بالاسم المستعار “”جواندا»، وله علاقة بأباطرة الكوكايين في كولومبيا، أحدهم تعرض للقتل، في الآونة الأخيرة، في منطقة «كوكوتا».
وكشفت المصالح الأمنية الكولومبية عن تفاصيل مثيرة في مسيرة “رمسيس”، البالغ من العمر 51 سنة، منها أنه أحد المشتبه فيهم قتل في مكسيكي رميا بالرصاص، إضافة إلى أنه أحد أشهر المطلوبين للعدالة في هولندا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وأستراليا.
وظلت السلطات الكولومبية تتعقب “رمسيس” لثلاث سنوات، قبل أن تتمكن من تحديد هويته، بعد وصول رجل أعمال هولندي إلى كولومبيا، بدعوى الاستثمار في عدة مشاريع، باعتبارها واجهة لتبييض أموال الكوكايين، كما تورط أيضا في غسل أموال المخدرات في مجال العملات المشفرة، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن “رمسيس”، المتهم بتهريب المخدرات والاختطاف، ظهر في العديد من المناسبات العامة، رفقة امرأة كولومبية، بالإضافة إلى أنه شوهد رفقة رجال أعمال، أحدهم يملك شركة لبيع اللحوم والمأكولات البحرية بالجملة، قبل إيقافه.
وتبحث الشرطة الكولومبية في ملفات تورط فيها المغربي في أوربا، خاصة غسل أموال المخدرات في العملات المشفرة، إذ تم تسجيل معاملات بملايين الدولارات باسمه في أمريكا وأوربا وآسيا، ما سمح بتعقبه في كولومبيا، مشيرة إلى علاقته التجارية بأرجنتيني يملك شركة للأنشطة الاستشارية، تم تأسيسها في 2020.
وكشفت الأمن الكولومبي أن المتهم يوجد رهن التحقيق في انتظار ترحيله إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمحاكمته، خاصة أن تقرير مكتب التحقيقات الفدرالي يشير إلى أن «رمسيس» عمل، طيلة سنوات، مع منظمات إجرامية متعددة حول العالم، قبل الاستقرار في كولومبيا للإشراف على عمليات غسل أموال المخدرات، بل كُلف بالمعاملات الدولية لشبكة “ملائكة الموت”، مما سمح له بالعيش حياة الرفاهية، باعتباره رجل أعمال، تمكن خلالها من ربط علاقات مع أثرياء في دول عديدة، ناهيك عن أنشطته مع بارونات مخدرات في البرازيل وأستراليا وصربيا.
ويتحدر أغلب أعضاء مافيا “ملائكة الموت” من المغرب، ويوصف زعيمهم رضوان التاغي، الذي أوقف في الإمارات، بأنه سارق محتال ورجل عصابات وقاتل أجير وتاجر كوكايين وأسلحة وعميل لإيران، وسبق للسلطات الهولندية أن رصدت لاعتقاله، مكافأة قدرها 100 ألف أورو، خاصة أنه متهم بقتل سبعة أشخاص.