أثارت تدوينة القائم بالأعمال بمكتب الإتصال الإسرائيلي بالمغرب، السفير دافيد غوفرين، التي نتقذ فيها سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية، بعد موقف حزبه الداعم لحركة حماس الفلسطينية، موجة غضب عارمة في الاوساط السياسية والحقوقية المغربية.
في هذا الصدد، قال المحامي والحقوقي، نوفل بوعمري، إنه “من المفترض أن السيد دفيد غوفرين له منصب دبلوماسي بالمغرب كمسؤول عن مكتب الاتصال الاسرائيلي بالرباط، وهذا المنصب لا يخول له التعليق بتدوينة فيسبوكية على رئيس حكومة بلد آخر، و على امين عام لحزب مغربي، و اذا ما افترضنا أنه يريد التعليق عليه فهناك القنوات الدبلوماسية، وعليه فقد ارتكب السيد دفيد خطأ دبلوماسي جسيم، و لا يمكن القبول به في الأعراف الدبلوماسية”.
واضاف بوعمري، أن “السيد دفيد في مضمون تدوينته تصرف بشكل فيه الكثير من محاولة حرق العثماني، لكن الطريقة التي اعتمدها غير ذكية، خاصة عندما حاول إقحام إيران في الموضوع و إظهار العثماني و كأنه يتصرف ضد مصالح المغرب، بهذا المعني عل يمكن للسيد دفيد أن يصف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بنفس التوصيف لأنه يريد فتح قنوات دبلوماسية مع إيران، و ماذا لو نتانياهو سار على نفس الدرب… هل سيستطيع وصفهم بنفس الشكل؟!”.
بوعمري في تدوينة على “الفايسبوك”، أشار إلى أن “السيد دفيد نسي وتناسى ان العثماني رئيس حكومة مغربية وأمين عام لحزب مغربي، وليس لإسرائيل…وبذلك فتدوينته تعد تدخلا في شأن داخلي، مغربي ولا حق لمسؤول دبلوماسي أن يخاطب امين عام حزبي مغربي ورئيس حكومة بلد آخر بهذا الشكل”.
وتابع الناشط الحقوقي ذاته، أن “السيد دفيد اذا دخلنا في نقاش الإرهاب و الدمار… فأكيد أن هذا النقاش سيكون هو و كيانه الخاسر في هذا النقاش، لأن من دمر غزة و أسقط اكثر من 400 شهيد و قصف المدارس و المستشفيات و مراكز إعلامية… ليس حماس،و لا العثماني.. بل الاحتلال الاسرائيلي”.
وأكد بوعمري، على أن “مسألة دعم البوليساريو، دعني أذكر السيد دفيد أن إسرائيل للآن لم تدعم مغربية الصحراء وأعيد تذكيره بالصورة التي سبق وأن نشرها نتانياهو كانت تُظهر خريطة المغرب مجزئة، وعندما قامت القيامة حوله تعذر بعذر أكبر من الزلة.. انه لم تكن له نسخة من خريطة المغرب و أنه قاموا بنسخها من غوغل؟!”.
واستطرد ذات المتحدث،أن “السيد دفيد ييدو بتدوينتي أنه يريد افتعال مشكل حتى يبرر عدم عودته للمغرب، وحتى لو عاد يبدو أنه لن يستمر في منصبه اذا استمر في نشر تدوينات متسرعة، غير ناضجة وغير مسؤولة”، مضيفا “بالمفهوم الذي علق به السيد دفيد، يبدو أنه تناسى أن خالد مشعل قد هنأ المغرب ملكا، وشعبا، بل بمنطق السيد دفيد، يمكن القول أن المغرب تلقى تهنئة من تنظيم إرهابي؟!”.
وقال المحامي بوعمري، إن “السيد دفيد نسى أو قفز على معطي ان إسرائيل دخلت في مفاوضات غير مباشرة مع حماس انتهت بهدنة، فهل يمكن القول أن إسرائيل خضعت لإيران وللمحور الذي دعم حماس حسب ما ذهب إليه السيد دفيد، و أن إسرائيل دخلت في مفاوضات مع تنظيم إيراني”.
واسترسل بوعمري “السياسة الخارجية المغربية لا يحددها السيد دفيد و لا نتانياهو، بل ما تحددها مصالحه الداخلية و لا يمكن للسيد دفيد أن يضع نفسه فوقها أو يتصرف بمنطق الأستاذ الذي ينمسك القلم الأحمر لينقط لباقي البلدان”، مبرزا “تصرف السيد دفيد غير دبلوماسي، ومن أفتى عليه بكتابة هذه التدوينة فقد تسبب وسيتسبب في تعقيد عودة دفيد لمنصبه”.
وختم المحامي بوعمري تدوينته قائلا “السيد دفيد دخل سوق راسك… هذا رئيس حكومتنا و نحن قادرين عليه و لا محتاج لمثل هذه التدوينات الغير الدبلوماسية و المنافية الأعراف الدبلوماسية،و لا يجب أن ينسى أن المغرب قد يكون قد طوى صفحة افتتاح السفارة على الاقل في المدى لقريب و من الأفضل له لمن يعرف أن ينصحه ألا يزيد من حجم السخط عليه خاصة بعد الذي وقع في قطاع غزة و القدس”.