على بُعد أيام قليلة من المواجهة الكبرى التي ستجمع باريس سان جيرمان بإنتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا يوم السبت الموافق للحادي والثلاثين من مايو بمدينة ميونخ الألمانية، تتسارع التوقعات والتحليلات من مختلف الجهات المتخصصة لمحاولة استشراف هوية البطل الجديد للقارة العجوز.
تشير الاتجاهات السائدة في أوساط مكاتب المراهنات الأوروبية إلى ميل واضح لصالح النادي الباريسي، حيث تتراوح معدلات الاحتمالات حول 2.20 لباريس سان جيرمان مقابل 3.45 لإنتر ميلان. هذا التفاوت في الأرقام يعكس ثقة المتخصصين في قدرة الفريق الفرنسي على حسم اللقاء لصالحه.
لا تقتصر التوقعات على الطرق التقليدية، بل تدخل التقنيات الحديثة على الخط بقوة. فقد كشفت شركة “أفيزيا” الفرنسية المتخصصة في استشارات البيانات والذكاء الاصطناعي عن نتائج مثيرة للاهتمام من خلال نموذجها المطور باستخدام الذكاء الاصطناعي.
يعتمد هذا النموذج على قاعدة بيانات ضخمة تضم معلومات من 61 بطولة أوروبية عبر 28 دولة مختلفة على مدار السنوات السبع الماضية. وتشير حساباتها إلى أن احتمالية فوز باريس سان جيرمان تبلغ 62.5% مقارنة بـ 37.5% للنادي الإيطالي.
تذهب شركة “أفيزيا” إلى أبعد من مجرد توقع الفائز، حيث تتنبأ بفوز باريس سان جيرمان بنتيجة 2-1، مع توقع أن يسجل عثمان ديمبلي وغونسالو راموس لصالح الفريق الفرنسي، بينما يسجل لاوتارو مارتينيز الهدف الوحيد لإنتر ميلان.
لا تختلف توقعات الشركات المتخصصة في تحليل البيانات الرياضية كثيراً عن هذه النتائج. فشركة “أوبتا” العالمية، التي اعتمدت على محاكاة حاسوبية فائقة شملت 10,000 سيناريو مختلف، تشير إلى فوز باريس سان جيرمان بنسبة 53.4% مقابل 46.4% لإنتر ميلان.
وبنسب متقاربة، تأتي توقعات شركة “فوتبول ميتس داتا” لتؤكد الاتجاه العام، حيث تمنح الفريق الفرنسي نسبة فوز تبلغ 53% مقابل 47% للنادي الإيطالي.
حتى أنظمة الذكاء الاصطناعي المتاحة للجمهور العادي مثل “تشات جي بي تي” و”جيميني” تتفق على ترجيح كفة سان جيرمان، وإن كانت بدرجات متفاوتة من الثقة والمصداقية.
من الملفت للنظر أن هذه التوقعات، التي صدرت في السابع من مايو الجاري مباشرة بعد تأكيد التأهل للنهائي، لم تشهد تغييراً جوهرياً حتى اليوم. ويعود ذلك إلى عدم حدوث تطورات جذرية في تشكيلة أي من الفريقين أو إصابات خطيرة قد تؤثر على التوازن المتوقع للمباراة.
رغم التباين الطفيف في النسب بين المصادر المختلفة، فإن الإجماع واضح على ترجيح كفة باريس سان جيرمان للفوز باللقب الأوروبي المنشود. لكن كما هو معلوم في عالم كرة القدم، فإن ما يحدث على أرض الملعب قد يختلف تماماً عن كل التوقعات والحسابات، وهنا تكمن جمالية اللعبة الشعبية الأولى في العالم.