أكد رئيس مجلس النواب المغربي، راشيد الطالبي العلمي، خلال زيارة رسمية إلى المكسيك، على عمق العلاقات بين البلدين، داعيًا إلى الارتقاء بها إلى شراكة متنوعة ومتعددة الأوجه ومستدامة، ترتكز على القيم المشتركة والانشغالات والتحديات التي تواجه البلدين.
وفي كلمة ألقاها أمام أعضاء المؤسسة التشريعية المكسيكية، أعرب العلمي عن سعادته بزيارة “أرض المكسيك الجميلة”، وعن تقديره لـ”النخب النشطة التي تقود بناءً حضاريًا في مختلف المجالات، في وفاء تام لتاريخ وغِنَى وتنوع هذا البلد العريق، الصديق للمغرب”.
واستعرض العلمي قوة المكسيك ومكانتها الدولية والإقليمية، مشيرا إلى أنها “تجسيد لعمق حضاري، ولعراقة ثقافية، ولتنوع وتثاقف فريد، ولقدرة على التوليف بين حداثة منفتحة ومفتوحة على العصر، وتقاليد متعددة الروافد”، مثمنا تموقع المكسيك ضمن أقوى الاقتصادات الصاعدة في العالم، وتمكنها من تحقيق نسبة عالية في الادماج الاجتماعي.
وأشار العلمي إلى أن المغرب والمكسيك، ورغم انتمائهما إلى قارتين متباعدتين، إلا أنهما يتقاسمان نفس القيم والانشغالات، ويتجندان لمواجهة نفس التحديات، كتدبير الهجرة الوافدة، ومواجهة انعكاسات الاختلالات المناخية، وتحدي الإرهاب والجريمة المنظمة.
كما أكد على أهمية الإرث الثقافي الإيبيري – المتوسطي الذي يجمعهما، وعلى الموقعين البحريين الاستراتيجيين للبلدين، مما يجعلهما قاعدة مبادلات وحلقات وصل بين كبريات الاقتصادات العالمية، وبين قارتين واعدتين، داعيا إلى استثمار هذه العوامل لمواجهة التحديات المشتركة والارتقاء بالتعاون والعلاقات السياسية.
ودعا العلمي إلى مواصلة العمل سَوِيًّا من أجل علاقات دولية عادلة أساسُها احترام القانون الدولي، وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، واستتباب السلم والأمن في العالم، خاصة من خلال احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية.
وأكد أن للمغرب إرادة قوية للارتقاء بعلاقاته مع المكسيك، واعتماد شراكة متنوعة ومتعددة الأوجه ومستدامة، لأن الدولتين تتقاسمان نفس القيم، ونفس الانشغالات، وتتجندان لمواجهة نفس التحديات.
واسترسل يقول: “المكسيك تقع على الحدود مع أكبر قوة اقتصادية واستراتيجية عالمية جاذبة، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، والمغرب البلد الأقرب جغرافيا واقتصاديا إلى الاتحاد الأوروبي، إذ لا يفصل بلادنا عن إسبانيا سوى 14 كلم عبر مضيق جبل الطارق، ما يجعل منهما بَلَدَينِ مُطَالَبَينِ بتدبير الهجرة الوافدة”.
كما أن البلدين يواجهان تحدي انعكاسات الاختلالات المناخية، وتحدي الإرهاب والجريمة المنظمة، كما يوظفان من أجل ذلك موارد مالية ولوجستيكية وبشرية هامة، حماية لأمنهما ولأمن المجتمع الدولي، يضيف رئيس مجلس النواب.
“ويتقاسمُ بَلَدَانَا قِيماً ومبادئ وثقافة، ويحرصان على صيانتها. في مقدمة ذلك، الإرث الثقافي الإيبيري – المتوسطي، والذي تعتبر اللغة الإسبانية حَامِلَهُ الأساس، والقناة، والخزان الذي حافظ عليه وطوره لقرون. يتعلق الأمر، إذن، بصداقةٍ مبنيةٍ على عمق ثقافي – قيمي، رمزي، إنساني ومستدام”، يضيف الطالبي العلمي.
ودعا إلى جعل البحار قناة تواصل ومبادلات وانسياب للبضائع، تعزيزا للثقافة البحرية العريقة التي يمتلكها البلدين.
من جهة أخرى، اعتبر أن قوة المكسيك ومكانتها الدولية والإقليمية، واقتدارها، ليس وليد الصدفة، بل هو تجسيد لعمق حضاري، ولعراقة ثقافية، ولتنوع وتثاقف فريد، ولقدرة على التوليف بين حداثة منفتحة ومفتوحة على العصر، وتقاليد متعددة الروافد.
وأبرز أن شعب المكسيك، ونخبه السياسية والاقتصادية، ومثقفيه، تفوقوا في استثمار كل هذا الرصيد الغني، وبناء اقتصاد قوي ومتنوع، وديموقراطية متطورة، وتماسك اجتماعي مثير للإعجاب.
“ومن مؤشرات نجاحات بلادكم تموقعها ضمن أقوى الاقتصادات الصاعدة في العالم، وتمكنها من تحقيق نسبة عالية في الادماج الاجتماعي، حيث يعتبر معدل البطالة لديكم من بين الأقل في العالم. إنه عربون على حيوية اقتصادكم الواعد”، يضيف الطالبي العلمي.
وتابع: “مكنت هذه المكانةُ، وهذا الاقتدار، المكسيكَ، من أن تكون ركيزة استقرار إقليمي ؛ ذلكم أن حالة بلدكم هي أيضا قصة نجاح”.
على صعيد آخر، دعا الطالبي العلمي إلى ضرورة استثمار مجموع هذه العوامل لمواجهة التحديات المشتركة بين البلدين، والارتقاء بالتعاون والعلاقات السياسية إلى ما يطمح إليه الشعبين، ومواصلة العمل سَوِيًّا من أجل علاقات دولية عادلة أساسُها احترام القانون الدولي.
وأكد على أن المغرب يمد يده دائما لتعزيز الصداقات، باعتباره قد عرف حضارات عديدة من الأمازيغ، والفنيقيين، والوَنْدال، والرومان، والعرب، والإيبريين وغيرهم، “هو واحد من أعرق الدول في العالم، ومَلَكِيَّتُهُ يزيد عمرها عن 14 عشر قرنا، وهويته مزيج حضاري وتاريخي متنوع”، يضيف رئيس مجلس النواب.
وختم العلمي كلمته بالتأكيد على أن المغرب “بلد صديق” للمكسيك في إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى تاريخه وهويته المتنوعة، وإلى الإصلاحات التي يقودها الملك محمد السادس، والتي جعلت المغرب “بلدًا صاعدًا، ونموذجًا لديموقراطية متأصلة”.