يصوم أزيد من مليار مسلم على وجه الأرض شهر رمضان من كل سنة، أمرا من الله تعالي، فالصوم ركن أساسي من أركان الإسلام، فكيف فكيف صام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين أول رمضان في الإسلام.
قال سعيد بوران باحث في الدراسات الإسلامية في تصريح ل “بلبريس” “بما أن الإسلام دين رحمة ورأفة، فالشارع الحكيم لم يفرض الصيام بالشكل الذي نصومه حاليا منذ البداية، إنما شرعه عبر مراحل”.
وأضاف بوروان :” كان النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر يحث أصحابه الكرام على صيام الأيام البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري، وكذا على صيام يوم عاشوراء فقد روي عن الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه أنه قال: (كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يأمرنا بصيام يوم عاشوراء، ويحثُّنا عليه، ويتعاهدنا عنده، فلما فرض رمضان، لم يأمرْنا، ولم ينهنا، ولم يتعاهدنا عنده).
وفي نفس السياق أوضح الباحث :” وفي قول جابر: (فلما فرض رمضان، لم يأمرنا، ولم ينهنا، ولم يتعهدنا عنده) دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم اطمأن على استعدادهم للصيام وارتياح قلوبهم وأنفسهم له، بعد أن جربوا الصيام مرارا في الأيام البيض وفي عاشوراء”.
وبعد أن اعتاد الصحابة الصيام فرض الله عليهم صيام شهر رمضان على الكيفية التي استقر عليها، وذلك في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة الشريفة، حيث نزل قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة، الآية: 183]، يستطرد بروان.
وقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين وأول يوم من أول رمضان صامه النبي وأصحابه هو يوم الأربعاء، فآية فرض صيام شهر رمضان نزلت على الرسول في السنة الثانية للهجرة، ووقعت وقعة غزوة بدر في يوم الجمعة السابع عشر من رمضان هذا، وبالتالي أول يوم من أول رمضان يوم الأربعاء.