في حادثة تثير الكثير من الجدل، تفاجأ مدير المستشفى الإقليمي الإدريسي بالقنيطرة “فؤاد عرشان” بخبر إحتجاز سائقه الشخصي داخل المستشفى من طرف عناصر الأمن الخاص، وذلك أثناء تنفيذه لمهمة إدارية كُلّف بها رسميا من طرف المدير ذاته.
الواقعة، التي وُصفت بغير المفهومة، تزامنت مع كون المستشفى الإقليمي “الإدريسي” متوقفا عن تقديم خدماته الطبية حالياً في انتظار انطلاق أشغال إعادة التهيئة والدراسات التقنية، غير أن جميع تجهيزاته لا تزال داخل المستشفى، بما فيها مكتب المدير وأغراضه الشخصية والمعدات الطبية والإدارية، مما يُبقي المؤسسة تحت سلطة مديرها الفعلي بقوة القانون.
الاحتجاز الذي طال السائق دام ساعة ونصف كاملة، قبل أن تُستدعى الشرطة إلى عين المكان، ليتبيّن بعد تدخلها أن المحتجز هو السائق الفعلي لمدير المستشفى، وأنه كان يقوم بمهمة إدارية رسمية، ومن حقه التواجد داخل المؤسسة باعتباره جزءًا من الطاقم الإداري التابع مباشرة للمدير.
وفي تصريح خصّ به موقع “بلبريس”، لم يُخفِ المدير فؤاد عرشان غضبه الشديد، وعبّر بنبرة قوية عن استيائه العميق، معتبرا ما حدث “تجاوزا خطيرا واعتداء مباشرا على منصبه وسلطته داخل المؤسسة”، وموجهًا أصابع الاتهام لمن أمر بهذا التصرف المريب بقوله:
> “بقوة القانون، أنا المدير الحالي والفعلي للمستشفى الإقليمي الإدريسي بالقنيطرة، ومن حقي ندخل للسبيطار الوقت لي بغيت ، ومن حق السائق ديالي يدخل حتو هو إلى سخرتو يقضي لي شي غرض، وهادشي لي وقع إهانة مرفوضة واعتداء صريح على موقع المسؤولية الذي أتحمله، ولن ألتزم الصمت أمام هذا السلوك غير المسؤول”.
كما شدد المدير على أنه سيتخذ كافة الإجراءات القانونية في حق من تورّطوا في هذا “الاحتجاز غير المشروع”، بدءًا بمن نفذ التعليمات، مرورا بمن أصدرها، ووصولًا إلى من استدعى الأمن، دون الرجوع إلى الإدارة أو التحقق من الوضع.
وفي الوقت نفسه، نفى “المدير” بشكل قاطع الأخبار التي راجت بخصوص إعفائه من مهامه، مؤكدًا أن لا وجود لأي قرار رسمي صادر في هذا الشأن، ومشدداً بقوله:
> “أنا لا أزال إلى حدود هذه اللحظة المدير الفعلي للمستشفى، وكل ما يُروَّج من مغالطات الهدف منه التشويش وضرب صورة المسؤولية في مؤسسة حساسة، لا زالت في مرحلة انتقالية لكنها لم تُغلق بشكل نهائي”
الواقعة أثارت استغراب العاملين والمتابعين، وفتحت الباب لتساؤلات ملحة حول ما إذا كانت هذه التحركات مجرد سوء تقدير أمني، أم أن خلفها نوايا مبيتة لتحريك الكواليس داخل المستشفى المغلق مؤقتًا؟