مصادر لـ”بلبريس”: تيار المقاومة داخل الإسلاميين يتجه لمنع سعد الدين العثماني من المشاركة في مؤتمر البيجيدي

يواجه سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، حملة داخلية شرسة تهدف إلى منعه من المشاركة في المؤتمر الوطني للحزب، المزمع عقده يومي 26 و27 من الشهر الجاري بالرباط، بمشاركة 1600 مؤتمر، وحضور شخصيات وطنية ودولية.

تشن تيارات معارضة داخل حزب العدالة والتنمية، وخاصة التيار الرافض للتطبيع مع إسرائيل، هجوماً حاداً على العثماني، متهمينه بمباركة التطبيع بين المغرب وإسرائيل بعد توقيعه في ديسمبر 2020 على الاتفاق الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، والذي بموجبه اعترفت واشنطن بسيادة المغرب على صحرائه.

ويشهد الحزب حالة من الغليان الداخلي بسبب هذا الملف، رغم أن العثماني وقع الاتفاق بصفته رئيساً لحكومة المملكة المغربية، وليس بصفته أميناً عاماً للحزب.

يسعى التيار المعارض للتطبيع داخل الحزب إلى ركوب موجة التعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية، خاصة في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، وكذلك بسبب الهجمات التي شنتها حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والتي وصفتها منظمات حقوقية بـ”الإرهابية”، وأدت إلى حرب مدمرة خلفت آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال.

ازدادت حدة التوتر داخل الحزب بعد رفض “جبهة التضامن مع الشعب الفلسطيني”، التي تهيمن عليها جماعة العدل والإحسان، مشاركة أعضاء من حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية في المسيرات التضامنية مع فلسطين، بسبب اتهامهم بـ”التطبيع مع إسرائيل”.

وفي هذا السياق، شن القيادي في الحزب عزيز هناوي حملة ضد سعد الدين العثماني، بدعم من بعض قياديي حركة التوحيد والإصلاح، للضغط عليه لتقديم استقالته من الحزب وتحمل تبعات توقيع الاتفاق بمفرده.

كما يظهر أن عبد الإله بنكيران، الذي يسعى إلى إزاحة الأمين العام الحالي إدريس الأزمي في المؤتمر المقبل، يحاول استغلال الموقف لتصفية حسابات قديمة مع العثماني، خاصة بعد قبول الأخير تعيينه رئيساً للحكومة مكان بنكيران عام 2017.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن سعد الدين العثماني، منذ مغادرته الحكومة، التزم الصمت وتصرف كرجل دولة يدرك مصلحة المغرب ويحترم التعهدات الدولية. إلا أن الحسابات السياسية الضيقة لبعض قياديي الحزب تكشف ولاءهم لجماعاتهم ومصالحهم الشخصية، بعيداً عن المصلحة الوطنية العليا.

وهكذا، يبدو أن الصراع داخل حزب العدالة والتنمية يتجاوز الخلافات السياسية ليتحول إلى معركة هويات وحسابات شخصية، في وقت يحتاج فيه الحزب إلى الوحدة لمواجهة التحديات المقبلة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية