خبير: علاقة المغرب وإسبانيا تشبه “معضلة القنفذ”

“في المغرب، تحدث أشياء كثيرة، بعضها مهم ولا ينبغي أن تكون إسبانيا غريبة عنه”، بهذه العبارات افتتح المستشار الدولي في الحكامة ودبلوماسية التشاركية، الإسباني باو سولانيا، مقالةً تحليليةً.
المقال المنشور على الموقع الإسباني “أخيندا بوليتيكا”، أشار إلى أن المملكة المغربية “على الرغم من مشاكلها وتناقضاتها والإصلاحات المعلقة، شهدت تطورًا مهمًا في العقدين الماضيين، تزامنًا مع عهد محمد السادس”.
وأوضح أن

الرباط في الأشهر الأخيرة، حصدت “انتصارات مهمة في المجال الدبلوماسي، نتيجة لموقعها الجغرافي الاستراتيجي المتميز، واستراتيجيتها في العلاقات الدولية وإمكاناتها للتنمية الاقتصادية”.

“لا علاقة للبلاد بالصورة النمطية التي يبدو أنها مثبتة في ذهن جزء من المجتمع الإسباني، خاصة في بعض الدوائر السياسية وجزء من وسائل الإعلام؛ رؤية جزئية تستند إلى الأحكام المسبقة التي تجعل الأحداث المهمة التي قد تؤثر على المصالح الإسبانية؛ تمر مرور الكرام”، وفق ما جاء في التحليل الذي تقدمه صحيفة “بلبريس” في نسخة معربة.
وعلى الرغم من عمق واتساع العلاقات الثنائية بين البلدين، يقول الخبير الإسباني فـ”من المتكرر ملاحظة كيف نركز اهتمامنا في إسبانيا على ثلاث أو أربع قضايا (نزاع الصحراء، الهجرة، القُصر غير المصحوبين بذويهم أو سبتة ومليلية) التي تعتبر مهمة، لكنها بعيداً عن تشكيل رؤية عالمية للعلاقات مع جيراننا”، مضيفًا أن “هناك قضايا أخرى عميقة الجذور تشكل أساس علاقة الجوار القوية والاستراتيجية”.
الشركات الإسبانية لديها “أعمال تجارية مهمة هناك”، وفق ما يقول المصدر ذاته، ويتم تأسيس أكثر من ألف في البلد المغاربي.
ويؤكد على أن “إسبانيا هي ثاني مستثمر أجنبي (بنسبة 14 بالمئة من الإجمالي المسجل وفقًا لمكتب مراقبة الصرف التابع لوزارة الاقتصاد والمالية المغربية)، ولا تتفوق عليها سوى فرنسا”.
المغرب حليف أساسي لأمن إسبانيا وأوروبا، مع تعاون وثيق في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، فضلاً عن السيطرة على الهجرة غير النظامية.
وبالمثل، فإن المواطنين المغاربة المقيمين بشكل قانوني في إسبانيا، هم أكبر جالية أجنبية، بأكثر من 760 ألف شخص، متقدمين على رومانيا وأكثر من ضعف السكان البريطانيين.
ولكن على الرغم من العلاقات الثنائية الوثيقة، فخلال العام الماضي، وتزامنًا مع الأزمة الصحية لـ”كوفيد-19″، “ظهر بعض الاحتكاك الذي لا ينبغي الاستهانة به” إذ كان للوباء آثار اقتصادية واجتماعية مدمرة في كلا البلدين، ووسائل مكافحته مختلفة تمامًا عن أحدهما والآخر.
وبينما يمكن لإسبانيا اللجوء إلى آليات التضامن والمساعدة المتبادلة الأوروبية، كان على المغرب أن “يفعل ذلك بمفرده عمليًا، بوسائل محدودة وحدود مغلقة على الرغم من وجود اتفاقية شراكة أورومتوسطية مع الاتحاد الأوروبي”، يوضح التحليل.

شيء ما يتحرك في الصحراء

تطرق الخبير الإسباني في تحليله إلى قضية الصحراء، وذكر أنه في منتصف نوفمبر 2020، “اقتحم الجيش المغربي منطقة الكركرات منزوعة السلاح، وهي شريط بطول خمسة كيلومترات يفصل الجمارك المغربية عن الحدود مع موريتانيا”.
“والهدف منه هو إنهاء الحصار المفروض على الطريق من قبل مجموعة من المتظاهرين الصحراويين” على حد قوله.
“وأدى هذا الإجراء إلى زيادة التوتر بين المغرب وجبهة البوليساريو، بل وأثار تبادل نيران المدفعية وتفعيل الخطاب الحربي بتجنيد شباب صحراوي من مخيمات اللاجئين في الجزائر للانطلاق إلى الجبهة” يضيف المستشار الدولي في الحكامة ودبلوماسية التشاركية، الإسباني باو سولانيا.
وكان للمغرب كثير من الأوراق المهمة ليلعبها، فبعد أسابيع قليلة، وقع رئيس الولايات المتحدة ، دونالد ترامب، في 10 ديسمبر، إعلانًا بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.
وفاجأ الإعلان إسبانيا والاتحاد الأوروبي على حين غرة، ورافقه إعلان تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل.
وقال الخبير الإسباني أن بلاده “التي كانت ذات يوم قوة استعمارية على تلك الأراضي، نصبت نفسها لصالح احترام قرارات الأمم المتحدة في مواجهة وضع غير مريح وغير متوقع”.
وأشار إلى أن “بعض المحللين، من جانبهم، يتكهنون بإمكانية أن تتراجع إدارة بايدن الجديدة عن هذا القرار”.
وأكد على أن المغرب حليف إقليمي رئيسي للولايات المتحدة، لذا فـ”من غير المرجح أن تضر الحكومة الأمريكية الجديدة بحليفها المغاربي”.
وبهذه الطريقة، “يمكن أن نواجه أمرًا واقعًا يعزز حركات المغرب في السنوات الأخيرة ويعترف بالتغيير في الوضع الراهن في المنطقة”، وفقًا للمصدر ذاته.
وتعمل الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس نفسه على “تطوير نشاط سياسي واقتصادي مكثف لسنوات، وخاصة في إفريقيا، وقد جنت عائدات كبيرة دون ضجيج كبير، على رأسها الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء” يوضح خبير الحكامة والدبلوماسية.
وفي الآونة الأخيرة، افتتحت بوركينا فاسو وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية قنصليات في مدينة الداخلة الصحراوية، وقد جاءوا للانضمام إلى غامبيا والغابون وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجيبوتي وليبيريا وغينيا كوناكري، والتي لديها بالفعل قنصليات في مدن الصحراء.
كما أن دولًا أخرى، مثل الأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والولايات المتحدة، “ستفعل ذلك في الأشهر المقبلة، مما يمثل نقلة نوعية مهمة للمصالح المغربية” حسب ذات الخبير.
“الرباط قررت الضغط على دواسة البنزين، إذ يرافق النشاط الدبلوماسي الدولي استثمارات مليونية في الصحراء، مع إنشاء ميناء كبير في مدينة الداخلة الأطلسية على صورة تشبه ميناء طنجة المتوسط”.
كما أن آدم بوهلر الرئيس التنفيذي لمؤسسة تمويل التنمية الدولية، أكبر مؤسسة مالية للتنمية في العالم، اعترف في الزيارة التي صادقت على دعم أمريكا الشمالية للبلد المغاربي بهدفها المتمثل في توجيه ألف مليون دولار في الصادرات والاستثمارات الجديدة بين الولايات المتحدة والمغرب. وبالمثل، التزمت باستثمار 5000 مليون دولار في السنوات القادمة.
كل ذلك يشي بأن “شيئًا ما يتحرك في الصحراء ولا يبدو أن إسبانيا (وشركاتها) في وضع جيد”.

إسرائيل لاعب جديد في المنطقة

في تحليله عرج سولانيا على “الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء، رافقه تطبيع المغرب مع إسرائيل، وكان المغرب هو رابع دولة عربية تطبع العلاقات بعد الإمارات والبحرين والسودان، لكن العلاقات بين الرباط وتل أبيب متقلبة منذ سنوات، وإن لم تكن رسمية”.
ويوجد في إسرائيل جالية يهودية مهمة ومؤثرة من أصل مغربي، كما أن المغرب، من جانبه، يعترف باليهودية كإحدى الديانات الخاصة بالبلاد، ويحترم الممارسات الدينية ويحمي المعابد اليهودية، وحتى المحاكم المغربية بها قضاة متخصصون في الشؤون العبرية.
وعملت الجالية اليهودية المغربية كجسر ثقافي بين الحكومة الإسرائيلية والمغربية، وهي أيضًا وجهة سياحية لما بين 60 و70 ألف يهودي يصلون إلى البلاد عبر دول ثالثة.
كما إن “افتتاح الرحلات المباشرة بين الاثنين سيجعل السياحة الإسرائيلية تنمو بشكل ملحوظ، مع تأثير اقتصادي كبير” يقول سولانا.
ويرى الخبير الإسباني أن “الاعتراف بالعلاقات الثنائية وتطبيعها سيمثل قفزة مهمة إلى الأمام في مسائل التعاون الاقتصادي والأمني”​​.
ويريد المغرب أن يكون متوافقاً مع استمرار “التزام المغرب الدائم والمستمر بالقضية الفلسطينية العادلة”، كما نقل الملك محمد السادس إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
كما أن التطبيع المغربي الاسرائيلي “سترافقه استثمارات إسرائيلية كبيرة في المغرب، وخاصة في أقاليم الصحراء”.
كلا البلدين بدءَا في العمل ويتحركان بسرعة، فبعد زيارة الوفد الإسرائيلي الأمريكي إلى الملك محمد السادس برئاسة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات ومستشار الرئيس ترامب وصهره جاريد كوشنر، أعلن المغرب بالفعل عن افتتاح مكتب ارتباط في تل أبيب. .
ومن جهته، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال “دافئ وودّي” بحسب مصادر دبلوماسية، العاهل المغربي رسميًا لزيارة إسرائيل، وتلك “علامة لا لبس فيها على التزام إسرائيل بالمغرب” وفق تعبير باو سولانيا.

بريطانيا حليف آخر بعد الـ”بريكسيت”

المملكة المتحدة، واحدة من الدول الأخرى التي تعتزم نسج علاقة جديدة مع المغرب، فبعد إتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تستعد لندن لتوطيد تحالف استراتيجي للمصالح المشتركة مع الرباط.
وسيعلن البريطانيون قريباً عن افتتاح قنصلية في الصحراء، وسيعترفون بالرؤية الاقتصادية والسياسية للملك محمد السادس بعموم إفريقيا؛ “كدولة مرجعية في القارة وبوابة إلى إفريقيا”.
ويرغب كلا البلدين في تعميق علاقاتهما السياسية والاقتصادية بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
ويمكن للمغرب أن يكون بديلاً للإمداد البريطاني بالمنتجات الزراعية والفواكه والخضروات الإسبانية، وموردًا للمنتجات السمكية والفوسفات، وبديلًا للعمال الأوروبيين.
وتحتاج لندن إلى تنويع وتوسيع علاقاتها الإستراتيجية، والمغرب بدوره “سيضم حليفًا مهمًا وعضوًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لدعم مصالحه”.

أسبانيا.. خطر الصراع وفقدان النفوذ

العلاقات بين إسبانيا والمغرب جيدة للغاية، لكنها وفق الخبير في الديبلوماسية “فقدت في الأشهر الأخيرة قوتها وتفاهمها”.
واعتبر المحلل الإسباني المذكور أن تأجيل القمة الثنائية (الاجتماع رفيع المستوى بين إسبانيا والمغرب) إلى فبراير المقبل، التي خططوا لعقدها في الرباط في 17 ديسمبر الماضي، “علامة بارزة”.
وعلى الرغم من تأجيله رسميًا لضمان الأمن الصحي، فقد تزامن الإلغاء مع إعلان الاعتراف الأمريكي بالصحراء ووجود وفد إسرائيلي أمريكي كبير في الرباط، “الأمر الذي أبعد إسبانيا عن الخطاب” حسب الخبير ذاته.
في المغرب، حسب ما يراه باو سولانيا “يتطلب فك رموز بعض المفاتيح أو الحركات الدبلوماسية تفسير الإيماءات والكلمات، وحتى الصمت أيضًا، ففي الأشهر الأخيرة، حدثت أشياء ذات صلة بالكاد كان لها صدى أو وضوح في إسبانيا”.
وعلى الرغم من أن الأزمة الصحية قد أدت إلى انخفاض في التنقل الدولي، فلا يبدو من المعقول تعليق الرحلات البحرية أو الرحلات الجوية بين البلدين لمدة تسعة أشهر.
ففي الـ6 من سبتمبر 2020، فتح المغرب اتصالات دولية، في حين أنه كان من الممكن السفر من فرنسا، إلا أنه لم يتم استئناف الرحلات الجوية مع إسبانيا حتى كانون الأول/ ديسمبر، ولا تزال العبارات بين إسبانيا والمغرب معلقةً بدون إذن للعمل.
وتعطي “الزيادة في وصول الهجرة غير النظامية إلى جزر الكناري، وكثير منها من شواطئ الصحراء، بعض الأدلة” يقول الخبير.
ومن ناحية أخرى، “أدى إغلاق الحدود مع سبتة ومليلية من قبل الدولة المجاورة إلى إنهاء التجارة غير المقننة، وخنق المدينتين المستقلتين اقتصاديًا، وولد نزاعًا منخفض الحدة”.
وافتتح المغرب مؤخرا خطا بحريا بين طنجة المتوسط ​​ومرسيليا بهدف تسهيل تصدير الفواكه والخضروات دون الحاجة إلى المرور عبر إسبانيا.
ويرى الخبير أن الدافع المغربي وراء القرار “قد يكون هو الرسوم (والغرامات) التي فرضتها إسبانيا على الشاحنات المغربية التي تعبر شبه الجزيرة مع أكثر من 200 لتر من الديزل في الخزان، وهو إجراء لتعزيز التزود بالوقود في محطات الوقود الإسبانية وهو تطبيق لم يكن موجودًا منذ 28 عامًا”. ورغم أن الصحافة الإسبانية نادرا ما تذكر ذلك، فإن وسائل الإعلام المغربية تبث استياءها وتتهم إسبانيا بـ”الانتقام غير المعلن”.
وكان آخر “صدام” هو طلب عقد اجتماع عاجل من قبل وزارة الشؤون الخارجية والتعاون لسفيرة المغرب في إسبانيا، كريمة بنيعيش، بسبب الكلمات الأخيرة لرئيس الوزراء المغربي، سعد الدين العثماني، حول أن سبتة ومليلية “مغربيتان مثل الصحراء”، ولكن “لفتة الحزم (والاحتجاج) هذه لم تلق ردا مغربيا في الوقت الراهن”.
واعتبر الخبير الإسباني في تحليه أن صمت المغرب “يجب أن نكون منتبهين له”، إذ تشير بعض المصادر إلى تغيير محتمل في السفارة المغربية بإسبانيا.
وإذا حدث ذلك، فقد يقدم ملف تعريف الشخص المحتمل توليه منصب السفير “بعض الأدلة حول مستقبل العلاقة الثنائية” حسب ما يراه سولانيا.
ويظهر التاريخ الحديث كيف أن الخلافات بين إسبانيا والمغرب لا تفيد أي من البلدين، فـ”تدهور العلاقات السياسية يؤثر على مصالح الطرفين”، حسب ذات المصدر.
سولانيا يرى أن المغرب لديه في إسبانيا “أحد الحلفاء والداعمين الاستراتيجيين في الاتحاد الأوروبي، باستثناء فرنسا فيما يتعلق بمسألة الصحراء”.
كما أن إسبانيا هي البلد الأوروبي الذي يتفهم بشكل أفضل “احتياجات وأهمية البلد المغاربي بالنسبة للاستقرار الإقليمي”.
ويجب على إسبانيا والمغرب مضاعفة جهودهما للحفاظ على العلاقات الثنائية الممتازة في السنوات الأخيرة.
ومن الواضح أن هناك اختلافات حول قضايا محددة، ولكن “يجب أن نكون قادرين على تلخيصها ومواءمة أنفسنا بشأن القضايا الاستراتيجية” يوضح سولانيا.
ويشدد على أنه “لا ينبغي لنا أن نقع في فخ التورط في المشاكل التي تخطب المشاعر الوطنية وتشعل الخطابات العاطفية للغاية، والتي لا علاقة لها بشدة وبكثافة العلاقة الثنائية المحتملة، العلاقات الواسعة والغنية والهائلة”.
ويخلص سولانيا إلى أن البلدين يواجهان “معضلة القنفذ التي وصفها آرثر شوبنهاور”، موضحًا أنهما “دولتان متجاورتان، قريبتان جدًا، مثل القنافذ، نشعر بالحاجة إلى الدفء، وعندما نقترب، فإن القرب يجعلنا نخدع أنفسنا كما يفعل القنفذ بالخوف من الأشواك في جسم الجار، ولكن عندما نبتعد، نشعر بالبرد”.
و”يجب على المغرب وإسبانيا إيجاد المسافة المثلى لتجنب الإصابة بالوخز أو البرودة” يشدد سولانيا.
ومن أجل تحقيق ذلك، لا بد من “حوار دائم وتفاهم وإدارة ذكية لتشارك المصالح، ففي حالة إسبانيا، ربما يكون من الضروري المضي قدمًا إلى الأمام وإنشاء شخصية ذات رتبة سياسية وقدرة مستعرضة مكرسة بدوام كامل للعلاقات الثنائية؛ عبر حوار صالح على أعلى مستوى يحضر ويفهم الأمور التي تؤثر على المغرب، فهو جارنا وشريك استراتيجي، لذا يجب استكشاف صيغ جديدة لضمان هذه العلاقة القوية والدائمة”.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *