أفاد نشطاء وصحفيون معارضون للنظام الجزائري بقيادة عبد المجيد تبون، أن السلطات في الجزائر شنت، أمس الأحد، حملة اعتقالات واسعة استهدفت نشطاء أطلقوا وسم #مانيش_راضي على منصات التواصل الاجتماعي، للتعبير عن رفضهم للأوضاع السياسية والاجتماعية في البلاد.
وفي تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، أكد الصحفي الجزائري ورئيس الجمعية المغاربية للسلام والتعاون والتنمية، وليد كبير، أن “منظمة شعاع لحقوق الإنسان” أعلنت عن اعتقال عدد من الناشطين المشاركين في حملة الوسم، واصفًا ذلك بأنه مؤشر على “ارتباك النظام الديكتاتوري وخشيته من عودة الحراك الشعبي”.
وندد وليد كبير بما وصفه بـ”الاعتقالات التعسفية” التي تُعد انتهاكًا للدستور الجزائري والتزامات البلاد الدولية في مجال حقوق الإنسان، داعيًا إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين واحترام حرية التعبير في الجزائر.
انتشار واسع لوسم #مانيش_راضي
وحظي وسم #مانيش_راضي بانتشار واسع على منصة “إكس”، حيث شارك نشطاء صورًا وتعليقات تعبر عن استيائهم من الأوضاع المتردية تحت حكم النظام الحالي، الذي يُتهم بالالتفاف على مطالب الحراك الشعبي الذي كاد أن يُسقط النظام العسكري الحاكم خلال السنوات الماضية.
رد فعل النظام ومؤيديه
وفي خطوة مضادة، أطلق مؤيدو النظام الجزائري وسم #أنا_مع_بلادي، بهدف مهاجمة دعوات التغيير وتحذير من عودة الفوضى، متهمين المغرب وفرنسا بالوقوف خلف حملة #مانيش_راضي عبر مخابراتهما.
ووجهت السلطات الإعلام الرسمي للتقليل من أهمية التحركات المعارضة، عبر تكثيف التقارير الداعمة لوسم #أنا_مع_بلادي، في محاولة لإقناع الشعب بأن البلاد تواجه “مؤامرة” خارجية تستهدف استقرارها.
تراجع حرية التعبير في الجزائر
وتشير تقارير دولية إلى استمرار تدهور أوضاع حقوق الإنسان وحرية التعبير في الجزائر، إذ أُضيفت حملة الاعتقالات الأخيرة إلى سجل الانتهاكات المتزايد. ومن بين القضايا التي أثارت الجدل دوليًا، احتجاز الكاتب الفرنسي من أصول جزائرية بوعلام صنصال، بسبب تصريحاته التي أكد فيها أن فرنسا خلال الحقبة الاستعمارية اقتطعت أراضٍ مغربية وضمتها إلى الجزائر.
النظام تحت المجهر الدولي
يرى مراقبون أن لجوء النظام الجزائري إلى “نظرية المؤامرة” يهدف إلى صرف الأنظار عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة التي لا تتماشى مع إمكانيات البلاد وثرواتها الطبيعية، لكن مع تصاعد الضغوط الدولية واحتجاجات الشارع، يجد النظام نفسه أمام تحدٍ متزايد لإثبات قدرته على الاستجابة لتطلعات الشعب.