الباحثون عن الكنز في مرتيل.. هواية جديدة بعنوان غنائم البحر

بعصا غريبة في اليد و أعين زائغة تجدهم يتحسسون رمال الشاطىء ذهابا و إيابا بحثا عن المعادن النفيسة و “الذهب” لم لا .
أغلبيتهم صيادون يرمون صناراتهم في البحر و يبدئون رحلة البحث عن الكنز في انتظار أن يجود البحر أو تجود الرمال.

العاصفة و الصيف

التوقيت المفضل لهذه الهواية الغريبة هو ساعة الأصيل أو الفجر لكن يبقى التوقيت المفضل فعلا هو بعد عاصفة قوية أو في فصل الصيف ، في فبراير من سنة 2016 عرفت مدينة مرتيل عاصفة عنيفة و هيجانا في البحر أَدى إلى لفظ حيوانات متحللة و أغصان أشجار ضخمة و بعض النفايات و أنواع الصدف ، فتفاجأ الناس بظهور أشخاص بنفس المواصفات التي ذكرناها سابقا يتسارعون إلى الشاطىء للبحث عن هبات البحر التي لفظتها مياه الشاطىء ، و “في فصل الصيف أيضا يكون البحث عن المعادن و الذهب أكثر”، يخبرنا شاب من مدينة مرتيل ، ففي موسم السباحة هذا تفقد العديد من النساء بعض الحلي في الماء أو الرمال كذلك يمكن أن يفقد المصطفون العملات النقذية المعدنية مما يجعل ممارسو هذا البحث يقصدون الشاطىء نهاية اليوم للبحث عن هذه الغنائم .
إيمان بالحظ أم هواية جديدة

من الناحية النفسية و الاجتماعية صرح لنا بعض المختصين أن الظاهرة ليست بجديدة على المجتمع المغربي بصفة عامة ، فالحصول على كنز هو قلق أصاب العديد من الناس على اختلاف معتقداتهم و أفكارهم و هذا ما كنّا نسمعه أحيانا عن مجموعة من الناس تقوم بطقوس غريبة في أرض خالية أو غابة أو بقعة منها يؤمنون بطريقة ما بوجود كنز بها ، و يمكن إسقاط هذا الاعتقاد إلى الإيمان بالحظ أو الإيمان بالشعوذة .
قانونيا لا يجوز

من الناحية القانونية صرح لنا عبد اللطيف الشنتوف، رئيس نادي قضاة المغرب أن من الناحية القانونية هناك قانون رقم 22.80 المتعلق “بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية “، وهو يتناول بشكل أو بآخر وبطريقة غير مباشرة مسألة البحث عن الكنوز وان كان لا يسميه بهذا الاسم وينظمها ويقر ر بعض العقوبات الخاصة لها في حال مخالفتها ، وطبقا لهذا القانون فإنه لا يجوز ، وهذا ما يهمنا وفقا للفصل 45 من نفس القانون “لا يجوز لأي كان القيام دون رخصة بأعمال الحفر والبحث في الأرض والبحر قصد استكشاف مبان أو منقولات تكون فيها بالنسبة للمغرب فوائد تاريخية أو أثرية أو أنتروبولوجية أو تهم العلوم التي تعنى بالماضي والعلوم الإنسانية بوحه عام”. ومن الناحية الواقعية فغن هذه اعمال الحفر هاته تتم بسرية تامة تجعل من الصعبة اثباتها وتكتنفها بعض القصص المرتبطة بالشعودة وغير ذلك .
و بالعودة إلى الجانب الاجتماعي أكد لنا مختصون و باحثون آخرون أن الأمر لا يغدو سوى هواية جديدة يمارسها البعض كالصيد و القراءة و باقي الهوايات .

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *