في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون بجهة بني ملال خنيفرة التي تعد أفقر جهة بالمغرب، حيث سجلت أعلى معدل للفقر المتعدد الأبعاد، بلغ 9.8%، وفقا مذكرات الـ”HCP” والتي تزداد حدتها يوماً بعد يوم، تطفو على السطح تساؤلات حول أولويات الإنفاق العام في المنطقة.
ففي الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات المطالبة بترشيد النفقات وتوجيهها نحو القطاعات الحيوية التي تمس حياة المواطنين مباشرة، مثل الصحة والتعليم والبنيات التحتية وتوفير فرص حقيقية للشغل، نجد أن الجهة تواصل تنظيم الملتقى الإقليمي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وهو الحدث الذي يُنظر إليه على أنه لا يحقق الأغراض الحقيقية التي يُنظّم من أجلها، بل يتحول إلى مجرد نشاط شكلي دون تأثير ملموس على الأرض.
ومن اللافت أن شركة “إيماجري باب نيون” من فاس هي التي حصلت على صفقة تنظيم الملتقى في دورته الثالثة سنة 2022، ثم عادت لتفوز بنفس الصفقة في دورته الرابعة سنة 2025، مما يطرح تساؤلات حول شفافية المنافسة ومدى توفر فرص متكافئة للشركات الأخرى.
ففي الدورة الأخيرة (2025)، بلغت قيمة الصفقة 5.192.370 درهماً (أكثر من نصف مليار سنتيم)، وهي ميزانية كبيرة في وقت يُطالب فيه بضبط الإنفاق وتوجيه الموارد نحو أولويات أكثر إلحاحاً.
وقبل أسبوعين، تم إطلاق طلب العروض الدولي المفتوح رقم 05/RBK/2025 من قبل جهة بني ملال خنيفرة، بهدف تنظيم الدورة الرابعة من الصالون الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامن في مدينة خريبكة لعام 2025.
وتم فتح الظروف يوم الخميس 22 ماي 2025 في الساعة 11 صباحًا بمقر الجهة، حيث تقدمت أربع شركات بعروضها: “URBALVENT INTERNATIONAL” من مراكش، و”BC-COM” و”IMAGERIE PUB NEON” من فاس، و”Event ADVISOR” من الرباط.
وحسب المعطيات المتوفرة والتي اطلعت عليها “بلبريس”، وبعد الفحص الإداري والفني، تم استبعاد شركتين (“BC-COM” و”Event ADVISOR”)، بينما تأهلت شركتان للجولة النهائية (“IMAGERIE PUB NEON” و”URBAEVENT INTERNATIONAL”).
وأسفرت نتائج فحص العروض المالية عن تقديم “IMAGERIE PUB NEON” عرضًا بقيمة 5,192,370.00 درهم، بينما قدمت “URBAEVENT INTERNATIONAL” عرضًا بقيمة 5,185,338.40 درهم.
وعلى الرغم من أن العرض الثاني كان أقل تكلفة، تم استبعاد “URBAEVENT INTERNATIONAL” لأسباب غير مذكورة في الوثيقة، ليتم اختيار “IMAGERIE PUB NEON” كمقاول رسمي للمشروع، تم الانتهاء من أعمال اللجنة يوم 29 مايو 2025 في الساعة 13:00، وتم توقيع المحضر من قبل رئيسة اللجنة.
وفي سنة 2022 تم إجراء عملية الطلب العام رقم 05/RBK/2022 من قبل أفقر جهة في البلاد لتنظيم الدورة الثالثة من الصالون الإقليمي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني في مدينة خنيفرة، بحيث شاركت في هذا الطلب شركتان هما “مجموعة TLS” و”شركة إيماجري باب نيون”، حيث تم قبول كليهما في المرحلة الأولى دون أي تحفظات.
ومع ذلك، تم استبعاد “مجموعة TLS” بعد تقييم العرض التقني، بينما تأهلت “شركة إيماجري باب نيون” لتقديم العرض المالي الوحيد بقيمة 4,911,280.00 درهم.
وتم اختيار “شركة إيماجري باب نيون” كمقاول مفضل بناءً على معيار “العرض الأكثر فائدة”، دون وجود منافسة مالية بسبب استبعاد الشركة الأخرى في المرحلة التقنية، ومع ذلك، يطرح غياب المنافسة المالية تساؤلات حول مدى تحقيق أفضل قيمة للمال، خاصةً في غياب عروض بديلة للمقارنة. ويرى مراقبون أنه يتعين على الجهة الناشرة للعرض تعزيز الإعلان عن مثل هذه الصفقات لجذب المزيد من المشاركين، مما قد يؤدي إلى تحسين المنافسة وتخفيض التكاليف.
المواطنون في الجهة، الذين يعانون من نقص الخدمات الأساسية وارتفاع تكاليف المعيشة، يتساءلون عن الجدوى الحقيقية من هذا الملتقى، خاصةً بعد أن أثبتت التجارب السابقة محدودية تأثيراته على تنمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في المنطقة. فهل يُعقل أن تستمر الجهة في إنفاق ملايين الدراهم على حدث لا يترك أثراً واضحاً، بينما تعاني قطاعات حيوية من الإهمال ونقص التمويل؟.
وكشف مواطنون أن هذه الوضعية تدفع إلى مراجعة جادة لسياسات الإنفاق العام في الجهة، وضرورة إعطاء الأولوية للمشاريع التي تُحدث فرقاً ملموساً في حياة المواطنين، بدلاً من الاستمرار في تبني أنشطة تبدو في نظر الكثيرين مجرد مظاهر شكلية لا أكثر.
ليس فقط إهدار المال العام…بل الافتقار إلى الرؤى والافتقار إلى الافكار وووووووهذا دليل على مستوى المسؤولين وعدم تمكنهم من الالمام بالموضوع وكيفية دراسته وأنجازه. لأنه وبكل بساطة “الدماغ خاوي” . الملتقى الاقتصادي والاجتماعي يتكلف به المشاركين هم من ينظمون les stands وبدعم رمزي وتوفير المال العام لمشاريع أخرى…..
الحبة والبرود من دار القائد هديك هي المعنى ،او آش خاصك يا العريان ؟الخاتم يا مولاي!؟مع اقتراب فض الفترة الانتدابية للمنتخبين جرت العادة بأن يورطوا ميزانيات المجالس من القروية البلدية والاقليمية والجهوية ثم مجلس النوام أو مجلس للتصبين والحلقة يتم ابرام الصفقات من أجل الحصول على حصة من الكرمومة لأنهم لآ يضمنوا إعادة انتخابهم مرة أخرى ماعدا بالصدفة وبعد الولاءم وزرقالاف!؟وتتكرر نفس السيناريوهات كل موسم ومن يراقب من ؟ومن سيحاسب من!؟؟لان مازالت هنالك قاعدة عفى الله عما سلف هي حصانة الخونة وناهبي مال العام،وكلنا الله وقعدنا الأرض حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم