الكابرانات يدفعون البوليساريو إلى الهاوية

تابع الجميع ما اقترفته “بوليساريو” من قصف لتجمعات سكنية بالسمارة، في عمل يعتبر فعلا إرهابيا متكامل الأركان، وإذا ما أخذت طبيعة وسياق الحدث بعين الاعتبار، فإن ما أثار التساؤل بين صحراويي المخيمات، هي الجهة التي أمرت بهذه المجازفة القاتلة، التي تعجل بنهاية “بوليساريو”، رغم أن التجارب السابقة كلها أظهرت أن مثل هذه الشطحات الهادفة إلى استفزاز المغرب وجره إلى مربع التصعيد، منذ زمن بعيد، انتهت كلها لصالح المملكة، وأضعفت قيادة الرابوني المنهارة، التي تِؤدي آخر فصول مسرحية كتبت بثكنة بن عكنون لتأكيد آلام صحراويي خيام لحمادة.

وحسب جريدة “الصباح”، عبر الكثير من قيادات “بوليساريو” من أمثال خطري ادوه وبابية الشيعة ومحمد لمين أحمد لزعيم الرابوني، إبراهيم غالي، عن توجسهم من تصرفات جنرالات الجزائر، الذين يدفعون بـ “بوليساريو” لارتكاب أعمال عدائية ضد المغرب، من أجل جس نبض المسؤولين المغاربة، وقياس مدى جاهزيتهم للتصعيد دون أي التزام بالتصدي للقوات المغربية، أو ردع خطواتها لتغيير الواقع فوق الأرض، مستدلين بالنكبات التي راكمتها الجبهة خلال المغامرات السابقة بالكركرات، أو خلال محاولات الهجوم على الحزام العسكري المغربي، حيث فقدت أهم ورقة للمناورة لدى المجتمع الدولي بعد تأمين المغرب لممر الكركرات، وكسرت أسطوانة الأراضي المحررة التي كانت تخدر بها سكان المخيمات وفقدت خيرة قادتها العسكريين بضربات المسيرات المغربية، بينما يظل حكام المرادية مكتوفي الأيدي.

وأردفت الجريدة، هؤلاء الكوادر تساءلوا: كيف يمكن تصديق خرافة الدعم الجزائري للتصعيد الذي يتحدث عنه إبراهيم غالي في حين يمتنع “سكتور” تندوف عن توفير المحروقات الكافية لتحرك القيادة في المخيمات، فما بالك بفتح جبهة صراع عسكري مع المغرب؟ وقد ألح هؤلاء على ضرورة مفاتحة زعيم الرابوني لجنرالات المرادية حول هذا الانزلاق الخطير وخطورته على مشروعهم الانفصالي برمته، وتحميلهم مسؤولية مستوى التحلل غير المسبوق الذي تعرفه قيادة الرابوني نتيجة الإهمال الذي طال “المؤسسة العسكرية” لـ “بوليساريو”، التي شجعها النظام الجزائري على الانسحاب من اتفاقية وقف إطلاق النار بعدما صرح مسؤول جزائري أن قضية الكركرات مرتبطة بأمنها الإقليمي، لتجد نفسها في أكبر أزمة وجودية منذ إحداثها زمن بوتفليقة والقذافي.

وفي هذا الإطار، وحسب “الصباح”، تعتبر أغلب قيادات “بوليساريو” أن أي تصعيد في المرحلة الحالية لن يكون في صالح الجبهة بالنظر إلى التفكك الذي تعرضت له آلتها العسكرية ودرجة الإحباط العالية التي تعم بين أفرادها، خصوصا أن أغلبية ما تبقى من إطاراتها العسكرية يوجدون في إسبانيا بحالة صحية حرجة، في انتظار مواعيد طبية ومن خلفهم في مناصبهم تم إنزالهم بمظلات القرابة والقبلية دون أن يكونوا قد أطلقوا رصاصة واحدة، أو وطئوا أرض الصحراء أصلا.

وواصلت، لذلك يلح كوادر “بوليساريو” على زعيمهم بضرورة قيام جنرالات الجزائر بتحديث الترسانة العسكرية للتنظيم، وتكوين قواد ميدانيين لتجاوز الهاجس النفسي الانهزامي الذي خلفته ضربات المسيرات المغربية وذلك بتمكين “بوليساريو” من الدرونات نفسها، وإعادة الاعتبار للمجموعات التي تم تكوينها على استعمال المسيرات، ووسائل اعتراضها، قبل أن يتم التخلي عنهم، وهو ما جعل عددا منهم يهاجر لأوربا بحثا عن اللجوء.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *