وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساء اليوم السبت، خطابا إلى الأمة بمناسبة عيد العرش المجيد الذي يصادف الذكرى الثالثة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين. وكالعادة شكل هذا الخطاب مادة للقراءات والمقاربات نقدم بعضها:
عبد الاه بنكيران: خطاب الملك جاء ليؤكد على الدور الاساسي والمركزي لجلالته في المنظومة السياسية والوطنية المغربية
قال عبد الاله بنكيران الامين العام لحزب العدالة والتنمية:”ان الخطاب الذي تفضل به الملك ادخل علينا السرور حيث انه صادف بداية السنة الهجرية الجديدة، وانه جاء ليؤكد على الدور الاساسي والمركزي لجلالة الملك في المنظومة السياسية والوطنية المغربية”
وتابع بنكيران في تصريح لموقع حزبه:”من خلال حديثه على موضوع المراة اكد جلالته الاستمرار في تكريس حقوق المراة الطبيعية والشرعية والقانونية لكي تأخد المكانة التي تناسبها وتليق بها في هذا المجتمع الى جوار اخيها الرجل وفي اطار الحفاظ على الاسرة وفي اطار الحفاظ عل مقتضيات المرجعية الاسلامية لان جلالته يعود ليؤكد انه بصفته اميرا للمؤمنين لا يمكنه ان يحل ما حرم الله و ان يحرم ما أحل الله،وانه حريص على البلوغ في هذا في المجال الى اقصى ما تسمح به شريعتنا وتهدف اليه مقاصدها الجليلة”
واضاف المتحدث نفسه:”وذكر الملك بتسييره للملكة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البشرية حيث واننا نعيش منذ 3 سنوات مشاكل غير معهودة ، كوفيد1ّ9،الحرب الاوكرانية والروسية وتداعياتها، فمن خلال كلام جلالة الملك يثبت لنا انه عندما تكون الامور صعبة يتابعها بنفسه ويتخذ فيها القرارات اللازمة والامكانيات الضرورية ليكون الاثر على الشعب والمجتمع اخف ما يمكن”
واسترسل بنكيران:”لم ينسى الملك ان يتطرق الى علاقتنا باخواننا الجزائريين ليؤكد على يده الممدودة، ويطمئنهم انه لا يمكن ان يسمح لا بصفته اميرا للمؤمنين او ملكا للمملكة المغربية، ان شخصا يؤذي اخواننا الجزائريين باي وجه من الوجوه وانه يتطلع ان تصبح علاقنا كما هو معقول وكما هو مطلوب، ليس حسن الجوار العادي بل علاقة الاخوة”.واختتم:”الخلاصة التي خرجت بها ان الملك يتابع ما يجري بدقة وهو متفائل رغم كل الظروف”
د.ميلود بلقاضي:خطاب القادة الكبار والملوك العظام ورؤساء الدول الاستراتيجيين
وقال د.ميلود بلقاضي المختص في تحليل الخطاب السياسي:”يشكل الخطاب الملكي لعيد العرش الاستثناء ،لانه خطاب تقييمي لسنة من العمل أولا. وتحديد معالم مغرب الغد ثانيا. وتحديد معالم خارطة طريق الحكومة ثالثا”.
وأَضاف المتحدث نفسه:”خطاب عيد العرش خطاب جدلي مع القضايا المغربية الراهنة .خطاب تقييمي لمدونة الاسرة والدعوة لاعتبارها مدونة التكامل بين مكونات الاسرة على أساس قيم الاصالة والمعاصرة.خطاب افتخار الانتماء للمغرب ، مغرب الاستثناء، والامل والتضامن ومغرب الصمود .خطاب مواجهة الانتهازيين الذين يضعون مصالحهم فوق مصالح الوطن والوطن وهذا ما يرفضه صاحب الجلالة جملة وتفصيلا.”
وتابع بلقاضي :”خطاب تقوية الجبهة الداخلية والتضامن نحو تجاوز كل الازمات ، مؤكدا جلالته ان الدول الحقيقية والاصيلة مثل المغرب تتقوى زمن الازمات.
خطاب القادة الكبار ، والملوك العظام ، وخطاب رؤساء الدول الإستراتيجيين ، وخطاب الصدق مع الجزائر، وخطاب السلم والسلام ،مؤكدا جلالته ما قاله للنظام الجزائري السنة الماضية ان المملكة تريد ان تكون الحدود جسورا تحمل بين يديها مستقبل المغرب والجزائر.”
واختتم:”قوله ان خطاب صاحب الجلالة يؤكد من جديد انه خطاب الامل ، خطاب السلم ، خطاب الاناقة اللغوية ، خطاب خارطة طريق مغرب الكرامة المنشود،واتمني من الحكومة المغربية ان تحول مضامين الخطاب الملكي لافعال لبناء هذا المغرب الذي يحلم به صاحب الجلالة المملك ، كما اتنمى من النطام الجزائري ان يتفاعل ايجابيا مع الخطاب الملكي وليس كما فعل بعد خطاب السنة الماضية”.
العيدودي:خطاب المبشرات العشر في ذكرى عيد العرش المجيد
في هذا السياق قال النائب البرلماني عن الفريق الحركي محمد العيدودي، مدير المركز المغربي للقيم و الحداثة:”خطاب المبشرات العشر في ذكرى عيد العرش المجيد، أول المبشرات في خطاب العرش المجيد هي الحمد لله و الشكر له عز وجل من طرف جلالته على صمود المملكة امام جميع التحديات الدولية التي عرفتها هذه السنة” .
وأضاف المتحدث نفسه :”ثاني المبشرات التي حملها الخطاب الملكي السامي هي مزيد من مشاركة الفعلية للمرأة و دعوة جلالته الصريحة الى مراجعة رغم ام حملته مدونة الاسرة و دستور 2011 من حقوق للمناصفة دعى جلالته . مع مؤسسات الاسرة للاشتغال على مراجعة مدونة الأسرة . حتى نجعل المدونة تقوم على حقوق المرأة و الرجل و الاطفال .. و شدد جلالته على خلق هذا التوازن و ضرورة مراجعة بعض بنودها – :(قائلا أنه بصفته أمير المؤمنين لا أحل حرام و لا أحرم حلال ).. مع دعوة جلالته الى تعميم محاكم الاسرة بجميع ربوع المملكة .”
_وتابع العيدودي:”ثالث المبشرات التي ساقها جلالته في خطابه السامي مشروع الدولة الاجتماعية .. حيث عرض جلالته قدرة المغرب على تحدي آثار وباء كوفيد 19 . و توفير اللقاح للمواطنين مجان و اطلاق مشروع التغطية الصحية. حيث بلغ في اقل من سنة 6 مليون منخرط من غير العاملين بالاضافة الى المستفيدين من رميد .. على ان تشمل هذه التغطية الصحية 7 مليون طفل و 3 مليون اسرة” .
واسترسل:”رابع بشارة هب الدعوة الى اخراج السجل الاجتماعي لاطلاق عملية الدعم المالي المباشر الاسرة المغربي الهشة ، كما بشرنا جلالته بصمود الاقتصاد المغرب في وجه التحولات الدولية كغاء الاسعار و قلة التساقطات .. مع رفق ميزانية صندوق المقاصة الى 32 مليار مع الضرب على ايدي المتضاربين .سادس المبشرات الملكية هي دعوة الى التفائل و عدم الخوف من المستقبل”
وزاد المتحدث:” و سابع مبشرات كانت المستثمرين بدعوة الحكومة الى جلب الاستثمارات و ازالة العراقيل امام المستثمرين .. و هذه العراقيل التي يهدف اصحابها الى ربح خاص بهم وجب علينا محاربته ،و في ثامن مبشرات جلالته باعتباره الصدر الرحيم و العطف الكبير تجسد في تجديد جلالته الدعوة افتح الحدود .. حيث قال جلالته إن الحدود التي بين الشعبين هي جسور تحمل مستقبل الشعبين المغرب و الجزائر و اهابة جلالته لشعبه الوفي بالاستمرار في التضامن مع الشعب الجزائري .. و من يسعى الاساءة الى الشعب الجزائري فهو ليس منا”
وختم العيدودي:” و استمر جلالته في بسد يد البشارة تاسعا بدعوته لرئاسة جزائرية بجل اليد في اليد مع المغرب..و عاشر البشريات هي زرع الطمئنينة في نفوس شعبه العزيز حيث أكيد جلالته بان المغرب قادر على تجاوز المحن بفضل تلاحم الشعب و العرش .”
عمر الشرقاوي:الملك اكد على التسريع لاخراج مؤسسات المرأة في اشارة لمجلس المناصفة ومجلس الاسرة
وقال عمر الشرقاوي الاستاذ الجامعي والمحلل السياسي:”رسائل الخطاب، التوجيه باعادة النظر في مدونة الأسرة وفق النص والواقع، وتسريع اخراج مؤسسات المرأة في اشارة لمجلس المناصفة ومجلس الاسرة”ّ
وتابع المتحدث نفسه:”بالاضافة الى ذلك التسريع في اخراج السجل الاجتماعي لتقديم الدعم المباشر للأسر، والتنويه بأدوار المؤسسات في مواجهة الوضعية الصعبة، وكذا الدعوة لمحاربة الاحتكار والمضاربة والتلاعب بالأسعار، ورفض العراقيل المقصودة في وجه الاستثمارات، التي يهدف أصحابها لتحقيق أرباح شخصية، وخدمة مصالحهم الخاصة، ودعوة رئاسة الجزائر لتطبيع العلاقات والمطالبة بمنع خطاب التجييش بين الشعبين، والتأكيد على الأمل في المستقبل من خلال الآية الكريمة فإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً، إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً”
ادريس الكريني:البعد المغاربي ظلّ حاضرا بقوة في خطاب الملك محمد السادس
وقال ادريس الكريني، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في كلية الحقوق بجامعة القاضي عياض في مراكش:”البعد المغاربي ظلّ حاضرا بقوة في خطاب الملك محمد السادس”
وتابع المتحدث نفسه :”رفض كل خطابات الكراهية والتحريض بين المغرب والجزائر؛ بالاضافة الى الحرص على عودة العلاقات الطبيعية بين شعبين شقيقين تجمعهما روابط مشتركة ومصير واحد، وكذا التأكيد على أهمية البناء المغاربي”.
محمد بنطلحة الدكالي: خطاب الملك السامي غني بالرسائل القوية والدلالات العميقة
وقال محمد بنطلحة الدكالي أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بمراكش، مدير للمركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء:”ان خطاب الملك السامي غني بالرسائل القوية والدلالات العميقة لقد دعى الاشقاء الجزائريين الى ضرورة الانصات الى منطق الحكمة والمصالح العليا التي تربط بين الشعبين الشقيقين من اجل ارساء غد افضل لمستقبل البلدين واهاب بالشعب المغربي الى ضرورة مواصلة قيم حسن الجوار مع الجارة الجزائر وانه اشقائنا الجزائريون سيجدوننا الى جانبهم فب جميع الظروف والاحوال وان المغرب لن يسمح لأحد الاساءة الى اشقائنا الجزائريين مضيفا ان المغرب حريص على الخروج من هذا الوضع قبل ان يجدد دعوته لمدة اليد الممدودة الى الجزائر”
وتابع الدكالي في تصريح لبلبريس:”لقد دعى جلالة الملك الى ضرورة العمل سويا دون شروط من اجل علاقات ثنائية اساسها الثقة والحوار وحسن الجوار مشددا على ان الحدود المفتوحة هي الوضع الطبيعي بين البلدين انتصارا للثاريخ المشترك”
واضاف المتحدث نفسه:”ان هذا الخطاب التاريخي هو اعلان رسمي امام العالم بالتزام العاهل المغربي من اجل بناء علاقات اخوية متينة بين بلديين جارين وشعبين شقيقين وافاد ملك البلاد كذلك في هذا الخطاب بان بناء مغرب التقدم والكرامة لن يتم الا بمشاركة جميع المغاربة رجالا ونساء في عملية التنمية مشددا على ضرورة المشاركة الكاملة للمراة المغربية في كل المجالات واعطائها حقوقها القانونية والشرعية وتفعيل المؤسسات الدستورية التي تعنى بحقوق الاسرة والمراة وتحسين الأليات والتشريعات الوطنية للنهوض بوضعيتها وفي اطار تجاوز بعض الاختلالات التي تعرفها مدونة الاسرة اكد ملك البلاد انه بصفته اميرا للمؤمنين فانه لن يحل ما حرم الله ولن يحرم ما احل الله لاسيما في المسائل التي تؤطرها نصوص قرآنية قطعية وان يتم ذلك في اطار مقاصد الشريعة الاسلامية وخصوصيات المجتمع المغربي
واسترسل ذات المتحدث:”واشار ملك البلاد ان العوامل الخارجية اضافة الى الموسم الفلاحي المتواضع تسببت في ارتفاع اسعار بعض المواد الاساسية وهو مشكل تعاني منه جل دول العالم وادراكا لتاثير هذه الاوضاع على ظروف عيش فئات كثيرة من المواطنين قام المغرب باطلاق برنامج وطني للتخفيف من اثار الجفاف على الفلاحين وعلى ساكنة العالم القروي وقام العاهل المغربي بتوجيه الحكومة لتخصيص اعتمادات مهمة لدعم ثمن بعض المواد الاساسية وضمان توفيرها بالاسواق وتمت مضاعفة ميزانية صندوق المقاصة وانه رغم التقلبات التي يعرفها الوضع الدولي ركز ملك البلاد على ضرورة رفع التحدي المغربي والتطلع الى المستقبل بتفاؤل مركزا في خطابه على ضرورة جلب الاستثمارات وتحفيز الصادرات والنهوض بالمنتوج الوطني وازاحة كل العراقيل”
لقد تمكن الاقتصاد المغربي مم الصمود وحقق نتائج اجابية في مختلف القطاعات الانتاجية وتعامل المغرب بحرفية وتدبير عقلاني في مواجهة جائحة كورونا حيث قام بتخطيط استراتيجي بحيث ان المغرب ابان عن تدبير عقلاني في مواجهة هذه الجائحة مما اثار الاعجاب خارجيا واصبح نمودجا يحتدى به”
نوفل البعمري:ملك شجاع اختار أن يقود الملكية و المغرب بمنطق العقل الحكمة و الشجاعة.
وقال نوفل البعمري محلل سياسي:”الملك يوجه رسالة للشعب الجزائري….و يدعو المغاربة” لمواصلة التحلي بروح الحوار مع اخواننا الجزائريين….
لم و لن نسمح لأي حد بالإساءة باشقاءنا الجزائريين”
وتابع المتحدث نفسه:”الملك دائما ينتصر لنا نحن من ندعو لنفس ما يدعو له الملك، ضد من يخرج علينا ممن يصفوننا بقلة النفس و المدلولين….و الكيوت… و طاوة طاوة…..شكرا أيها الملك الشجاع.”
واسترسل البعمري:”هذا الملك شجاع جداً… رغم كل ما يقوم به العسكر الجزائري، فهو لم يتزحزح قد أنملة عن الخط الذي بنى به استراتيجيته الخارجية اتجاه الجيران خاصة الشعب الجزائري الشقيق”
واكد البعمري:”ملك شجاع لأنه في الوقت الذي كان ينتظر فيه العديد ممن خلقوا جوا عاطفيا مبالغ فيه أن يكون خطاب الملك صداميا اتجاه الجزائر، اختار الملك بشجاعة نحو أن يظل ثابتا في موقفه و في يده الممدودة اتجاه الشعب الجزائري، ملك شجاع اختار أن يقود الملكية و المغرب بمنطق العقل، الحكمة و الشجاعة.