قال محمد أوجار وزير العدل في حفل استقبال على شرف الناجحات والناجحين صباح اليوم الأربعاء 24 يوليوز 2018، ان “الإصلاح لا يعني بالضرورة نسف الموجود من أجل تحصيل المفقود، ولكنه بالدرجة الأولى بناء وتشييد وإعلاء، بناء على الثوابت، وتشييد على المكتسبات، وإعلاء بإضافة لبنات أخرى توضع في محلها اللائق بها، في تناسق هندسي، وتخطيط مبدئي، وتماسك منطقي، دون إفراط ولا تفريط، من خلال الجمع المتزن بين الأسس المميزة لهويتنا المغربية المتفردة، والانفتاح المعقلن على مشارب الحداثة المتعددة، وهو رهان وإلم يكن سهل المنال، فإن عزم الرجال والنساء مما تندك له الجبال”.
وخاطب أوجار في كلمته الرجال العدول: “فقد أثبتتم على الدوام أنكم في مستوى المسؤولية، و أن لكم من عميق الوعي و لطيف الحس ما يمكنكم من الرفق بالنساء العدول حتى يألفن، و تستقيم لهن قناة المهنة، فيدركن خباياها و يعرفن خفاياها، و يملكن ناصية الممارسة التطبيقية كما ملكن ناصية العلم النظري، واعلموا أنكم من أولى الناس بالأخذ بقول النبي صلى الله وسلم عن النساء: ما أكرمهن إلا كريم و ما أهانهن إلا لئيم، فكونوا لهن عونا وسندا، و معاذا وملتحدا، و بينوا لهن المسار و اكشفوا لهن في المهنة ما خفي من أسرار، فإن لكل داخل دهشة، رجلا كان أو امرأة، وإنكم برسوخكم في معالجة خطة العدالة طوال سنوات قد استجمعتم من التجارب و الممارسات الفضلى ما لا شك أن الناجحين الجدد، و ضمنهم النساء العدول في حاجة إليه، فلا تكتموا عنهم في ذاك علما، و لا تبخلوا عليهم بالتأطير و التنوير”.
وأكد وزير العدل، أن النساء العدول “ستعطون أسطع آية و أجلى برهان، على أنكن قادرات على التميز، وأنكن ستضفن إلى المهنة رونقا وبهاء و رفدا وعطاء” مضيفا “أن خطة العدالة ستتقوى بحسكن وحدسكن و استبصاركن و نظرتكن للأمور، و أنكن باستقامة سيرتكن و جدية عملكن، و موصول جهدكن ستؤكدن استحقاقكن للأفضل، و ستثبتن لمن ران على قلبه شك أو ساورته خلجة ريب أنكن أهل للثقة، جديرات بالتقدير، مستحقات للتنويه، وأن القمة مسطحة تتسع للمرأة والرجل على السواء، لا فضل لأحد منهما على الآخر في المهنة إلا باتقاء الشبه، و إتقان العمل، والتزود بالعلم الرصين و الأداء المكين”.
وعن مباراة ولوج مهنة العدالة، أوضح محمد أوجار أمام المتخرجين الجدد، بأن النساء “نافسن الرجال فحظين في النجاح بحظ زاخر وسهم وافر وفزن 299 منصبا من أصل 800 بما نسبته 37,38 % وهي نسبة معبرة جدا بالنظر إلى كونها أول مشاركة نسوية في المباراة، إن هذا الإنجاز الذي نجني أولى ثمراته اليوم، ليزيد من جذوة الأمل في نفوسنا من أجل أن نرى المرأة العدل منخرطة في غمار المهنة، قائمة بأعبائها، متحملة لأمانة توثيق العقود وحفظ الحقوق وتحرير الالتزامات”.
وأبرز وزير العدل، إن “مهنة التوثيق العدلي ليست مهنة قضائية تزاول ترفا أو فضلة يمكن الاستغناء عنها في جملة العدالة، بل إنها كما وصفها الفقيه المالكي ابن فرحون في كتابه (تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومنهاج الأحكام) “صناعة جليلة شريفة ، وبضاعة عالية منيفة ، تحتوي على ضبط أمور الناس على القوانين الشرعية، وحفظ دماء المسلمين وأموالهم والاطلاع على أسرارهم وأحوالهم…” وهي بذلك من أشرف المهن، و أجلها قدرا لمن قام بحقها و أدى الذي عليه فيها”.