في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات الفعاليات التربوية والمدنية من أجل معالجة معضلة الهدر المدرسي، التي تهدد مستقبل آلاف التلاميذ بالمغرب، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، التي قودها محمد سعد برادة، عن إطلاق “خطة متكاملة تجمع بين أنشطة صيفية تأهيلية وبرامج دعم اجتماعي موجهة للتلاميذ المهددين بعدم الالتحاق بالثانويات الإعدادية في الموسم الدراسي 2025/2026”.
وأوضحت الوزارة في مراسلة للمسؤولين الجهويين أن “هذه المبادرة تأتي في إطار تنفيذ الأهداف الاستراتيجية لخارطة الطريق 2022-2026، لا سيما البرنامج المندمج الخاص بتحسين التعلمات ومحاربة الهدر المدرسي، وتعزيز التفتح المدرسي”.
وأكدت مراسلة الوزارة على أن “الخطة تستهدف تعبئة الفاعلين التربويين والشركاء المحليين من أجل إرساء آلية يقظة تربوية فعالة داخل المؤسسات التعليمية، عبر رصد وتتبع التلاميذ المعرضين للانقطاع، بمن فيهم المنتقلون من السلك الابتدائي إلى الثانوي الإعدادي”.
وتقوم الخطة، وفق نفس المصدر، على “ثلاثة مسارات متكاملة: مسار التأهيل عبر المدرسة الصيفية التي تخصص 10 ساعات للغة الفرنسية و10 ساعات للرياضيات، ومسار التفتح الذي يوفر ورشات فنية وثقافية ورياضية، إلى جانب مسار المخيمات الصيفية الذي يهدف إلى خلق بيئة محفزة وترفيهية تعزز ارتباط التلاميذ بالمدرسة”.
ونصت المراسلة على أن “هذه الأنشطة ستشمل 50% على الأقل من التلاميذ المهددين بعدم التسجيل، خاصة في المديريات الإقليمية ذات الأولوية التي تشهد معدلات مرتفعة للهدر”.
وخلصت الوزارة إلى أن “هذه الخطة ليست مجرد حل ظرفي، بل نموذج شامل يجمع بين الجهود البيداغوجية والاجتماعية لتحسين النتائج والحد من التسرب المدرسي، مع إشراك الأُسر واللجان المحلية في متابعة تنفيذ البرامج والتغلب على الصعوبات الميدانية”.
يأتي هذا في وقت تشهد فيه مختلف جهات المغرب نسبا متفاوتة في الهدر المردسي في مستويات مختلفة لظروف وأسباب متباينة، وهو ما تعالت معه أصوات الفاعلين التربويين والحقوقيين من أجل التدخل العاجل لكل المتداخلين من أجل وقف نزيف التلاميذ من مقاعد الدراسة.