أكد هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، خلال كلمته في افتتاح المناظرة الوطنية الخامسة للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن الجامعة اليوم تُجسّد التزامًا أكاديميًا ومؤسساتيًا بدعم هذا القطاع، ليس فقط باعتباره رافعة للعدالة الاجتماعية، بل كمسار تنافسي يرسم ملامح السياسات العمومية المستقبلية.
وأوضح الهبطي أن أكثر من 90% من طلبة الجامعة يستفيدون من تغطية دراسية، ما يعكس سعي المؤسسة لترسيخ مبدأ الإنصاف الاجتماعي داخل بنيتها.
وأضاف أن الجامعة، من موقعها وسط النسيج المجتمعي والاقتصادي، تسعى إلى احتضان الابتكار وتحفيز المبادرة، من خلال منظومة متكاملة لدعم الأفكار والمشاريع الناشئة، والتعاونيات، والمبادرات التضامنية.
وفي هذا السياق، أبرز الهبطي أن الجامعة أطلقت “مركز الانتقاء الاجتماعي” كمنصة مواكبة متكاملة، ترافق أصحاب المشاريع منذ أولى مراحل الفكرة، إلى حدود الإطلاق التجاري، مشيرًا إلى أن أكثر من 1000 مشروع ناشئ جرى احتضانه في ميادين حيوية تشمل الصحة الرقمية، الفلاحة المستدامة، التعليم، والنقل.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن هذه المبادرات، وإن كانت ذات نطاق محدود في بعض تجلياتها، إلا أنها تبرهن عمليًا على الإمكانات الكبرى التي يحملها الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في خلق أثر واقعي ملموس، مؤكّدًا أن الرهان لم يعد فقط على الدعم العمومي، بل على بناء وعي جماعي ومجتمعي متجدد.
وختم الهبطي كلمته بالتأكيد على أن المغرب، بفضل موقعه الجغرافي ورأسماله البشري، قادر على لعب دور ريادي في بناء نموذج اقتصادي عالمي جديد، يقوم على ممارسات مسؤولة، ومقاربات عادلة، تستجيب لحاجات الإنسان وتعيد الاعتبار للبعد الاجتماعي في كل معادلات النمو.