ارتدادات المؤتمر التاسع.. صراعات داخل “البيجيدي” بعد إقصاء وجوه شبابية من الأمانة العامة

تتوتر الأجواء داخل حزب العدالة والتنمية “البيجيدي”، على خلفية القرارات التي اتخذها الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران ومقربيه خلال المؤتمر التاسع، والتي أسفرت عن إقصاء عدد من الوجوه الشبابية من الأمانة العامة، وفق ما كشفت مصادر من الحزب لـ”بلبريس”.

وحسب نفس المصادر، فإن هذه الخطوة أثارت استياءً واسعًا في صفوف الشباب الحزبي، الذين رأوا فيها تراجعًا عن مبدأ “التشبيب” وتمكين الكوادر الشابة، الذي طالما رفعوه شعارًا.

ووفق المصادر ذاتها، فإن بعض الأسماء التي أُبعدت عن الأمانة العامة كانت تمتلك سجلاً حافلاً داخل حزب البيجيدي، حيث شغلوا مناصب قيادية في “شبيبة العدالة والتنمية”، بل إن بعضهم مرّ بتجربة الاستوزار أو العمل الحكومي من خلال الاشتغال في الدواوين، خلال فترة حكم الحزب في العشر سنوات الماضية.

إلا أن “الكواليس” و”الصراعات الداخلية”، كما وصفتها المصادر، حسمت الخيارات لصالح وجوه أخرى، بعضها يظهر فقط في المناسبات، مما دفع بالعديد من الشباب إلى الشعور بالإحباط و”العودة للوراء”، بعد سنوات من العمل الدؤوب.

وأكدت المصادر أن الشباب المُقصى كانوا يراهنون على تجديد دماء الأمانة العامة، وضمان تمثيلية أكبر لهم في هياكل القيادة، خاصة في ظل الحديث المتكرر عن ضرورة تجاوز الحزب لأزمته السياسية عبر إشراك جيل جديد، غير إشراك صوري من خلال المشاركة بالصفة فقط، لكن المفاجأة كانت بإعادة إنتاج نفس التحالفات التقليدية، مما فجّر حالة من الانقسام غير المعلن بين “الجيل القديم” و”الجيل الجديد”، الذي بات يعتبر نفسه خارج المعادلة.

ويُعتبر هذا التوجه، بحسب مراقبين، انعكاسًا لأزمة أعمق داخل “العدالة والتنمية”، الذي يواجه تراجعًا في شعبيته وتمثيله البرلماني، حيث يُتهم القياديون بالانكفاء على أنفسهم وعدم الاستجابة لمطالب التشبيب والإصلاح، والعمل بمنطق “السكرينات والتبياعت” الموجهة للأمين العام للحزب.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *