بدأت المملكة المغربية مؤخرًا تفعيل نظام دفاع جوي متقدم يُعرف باسم “Barak MX” المزوَّد من إسرائيل، وهذا الخطوة تجعل المغرب واحدة من البلدان النادرة في العالم التي تمتلك نظام دفاعي جوي مزود بتكنولوجيا متطورة.
ذكرت صحيفة “لاراثون” الإسبانية في تقرير أمس أن المغرب استلم النظام الدفاعي الجوي “Barak MX” من إسرائيل، وهو الآن قادرٌ على مواجهة التهديدات الجوية بتقنيات متقدمة.
هذه الخطوة جاءت بعد صفقة تسليح تم توقيعها في العام الماضي بين الشركة الإسرائيلية لصناعة الأسلحة IAI والقوات المسلحة الملكية المغربية، بتكلفة تقدر بحوالي 500 مليون دولار أمريكي.
المميز في هذا النظام الدفاعي هو قدرته على التعامل مع التهديدات الجوية على بُعد يصل إلى 150 كيلومترًا، مما يتيح للمغرب مجالًا أوسع للتصدي للطائرات المعادية والطائرات بدون طيار والتهديدات الجوية الأخرى. ويُعتبر هذا النظام تكملة للقدرات الدفاعية التي قامت المملكة بتعزيزها بالفعل من خلال تفعيل منظومة الدفاع الجوي الصينية “FD-2000B”، التي تُمكِّنها من التصدي للتهديدات الجوية البعيدة المدى بمدى يصل إلى 200 كيلومتر.
بالإضافة إلى تقوية القدرات الدفاعية، تُظهر هذه الصفقة التطور الكبير للقدرات العسكرية للمغرب، وهو أمر يثير انتباه الدول المجاورة والأطراف الدولية.
ومن المتوقع أن تنمِّي هذه الصفقة من مخاوف بعض الدول، بما في ذلك إسبانيا، بسبب التأثير المحتمل على الأمن والتوازن الإقليمي.
بشكل عام، تظهر هذه الخطوة التوجه الرامي إلى تعزيز القوة العسكرية والدفاعية للمغرب، مما يجعلها دولة ذات قدرات متقدمة تستطيع التصدي للتهديدات المختلفة. وفي الوقت نفسه، تُذكِّرنا هذه الصفقة بتعقيدات وتحديات التوازنات الإقليمية والدولية التي تنشأ عندما تقوم الدول بتعزيز قوتها العسكرية.
على الرغم من التقدم التكنولوجي والقدرات الدفاعية المتزايدة، يجب أن تسعى الدول دائمًا إلى استخدام هذه القدرات بطرق مسؤولة وتجنب أي تصعيد غير مرغوب فيه يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
التطورات الأمنية والدفاعية في المغرب تظهر بوضوح أن القوى العسكرية الحديثة لا تعتمد فقط على القوة البدنية، ولكن أيضًا على التكنولوجيا والاستراتيجية.
وهذا يعكس الواقع العالمي الذي يتطلب تطوير قدرات الدول في مجال الدفاع والأمن لمواجهة التحديات المعاصرة.