بين استغلال الأسعار 64.8% والتحرش 69.6%.. هل ستُضعف هذه السلوكيات فرصة المغرب في “المونديال؟

مع اقتراب استضافة المغرب لكأس العالم 2030، تبرز تساؤلات حول الجاهزية الشاملة للبلد لاستقبال هذا الحدث العالمي، لا سيما على المستوى السلوكي والخدمي.

فقد كشفت معطيات ميدانية لـ”CMC”، في اخر إحصائيات لهم، عن وجود مجموعة من السلوكيات السلبية التي قد تؤثر سلباً على صورة المغاربة وتجربة الزوار، مما يستدعي وقفة جادة لمعالجتها قبل أن تتحول إلى عوائق حقيقية أمام نجاح التظاهرة.

في مقدمة هذه السلوكيات، يأتي استغلال الزبائن في القطاعات التجارية والسياحية، حيث أشار 64.8% من المشاركين في الدراسة إلى أن رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه أو تقديم خدمات بجودة متدنية يعد من أكثر الممارسات تأثيراً على سمعة المغاربة.

كما أبدى 77% من المستجوبين قلقهم من ظاهرة التسول المنظم، خاصة عندما يتم استغلال الأطفال في الأماكن السياحية، مما ينعكس سلباً على راحة الزوار ويترك انطباعاً مزعجاً.

أما على مستوى النظافة، فقد عبر 57% من المشاركين عن تخوفهم من إلقاء النفايات وعدم الحفاظ على نظافة الأماكن العامة، وهو ما يهدد الصورة البيئية للمدن المضيفة. كما أشار 73.6% إلى أن نقص المرافق الصحية النظيفة في المناطق السياحية والملاعب قد يشكل عائقاً أمام الزوار، ويعكس ضعفاً في البنية التحتية المخصصة للاستقبال.

وفي قطاع النقل، تم تسليط الضوء على مشاكل سيارات الأجرة، حيث عبر 73% من المستجوبين عن استيائهم من رفض تشغيل العداد أو فرض أسعار مبالغ فيها، إلى جانب انتقاء الزبائن ورفض نقل السياح في بعض الأحيان. كما أظهرت المعطيات قلقاً كبيراً تجاه مستوى الخدمات الصحية وقدرة الاستجابة للحالات المستعجلة، حيث رأى 71.7% أن هذا الجانب يعكس ضعفاً في الجاهزية.

وفي الأماكن العامة، أشار 71.6% من المشاركين إلى انتشار سلوكيات عدم احترام النظام العام، سواء في الملاعب أو المواصلات أو المرافق التجارية. كما عبر 69.6% عن قلقهم من ظاهرة التحرش اللفظي أو الجسدي تجاه السائحات، والتي قد تترك أثراً بالغاً على سمعة البلد.

ولا يخفى تأثير المشاجرات في الشوارع والأسواق، حيث رأى 96.9% من المستجوبين أن هذه التصرفات تزعج الزوار وتؤثر على تجربتهم. كما أشار 61.9% إلى أن القيادة المتهورة وعدم احترام قوانين المرور، خاصة تجاه الراجلين، يقلل من شعور الزوار بالأمان.

أخيراً، تم التطرق إلى السلوكيات غير المضيافة تجاه السياح، مثل عدم احترام الاختلافات الثقافية أو التعامل بخشونة، مما قد يترك انطباعاً سلبياً لدى الزوار.

هذه التحديات تستدعي تضافر جهود جميع الفاعلين، من حكومة ومجتمع مدني ومواطنين، لتصحيح هذه السلوكيات وتعزيز الصورة الإيجابية للمغرب كبلد قادر على استضافة حدث عالمي بكفاءة واحترافية. فالاستعداد لكأس العالم 2030 ليس فقط بناء الملاعب وتطوير البنية التحتية، بل أيضاً بناء وعي جماعي يحترم الضيوف ويعكس قيم الكرم والانضباط التي يتسم بها الشعب المغربي.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *