المغرب ينعش سوق الأغنام الأوروبية… ويفاجئ أوروبا بتراجع واردات الذبح بـ70%

كشفت إحصائيات حديثة صادرة عن مفوضية الاتحاد الأوروبي عن إقبال غير مسبوق من المغرب على استيراد رؤوس الأغنام الأوروبية الموجهة للتربية أو الحملان خلال مستهل السنة الجارية، مقابل تراجع كبير في وارداته من رؤوس الأغنام المخصصة للذبح.

 

وحسب نشرة المفوضية الأوروبية حول وضعية “سوق اللحوم والبيض”، فقد استورد المغرب خلال شهري يناير وفبراير 2025 ما مجموعه 113.100 رأس من الأغنام الحية، من أصل 144.000 رأس صدّرتها بلدان الاتحاد، ما يمثل نحو 80% من مجمل صادرات الأغنام الأوروبية المخصصة للتربية.

 

في المقابل، سجّلت المفوضية تراجعاً حاداً بنسبة 70% في شحنات الأغنام الموجهة إلى المغرب من أجل الذبح، وهو ما ينسجم مع تغير في الاستراتيجية المغربية نحو دعم الإنتاج المحلي أو تعزيز التوريد لغرض إعادة التكوين الحيواني.

 

وأوضحت المفوضية أن الطلب المغربي القوي ساهم في ارتفاع صادرات الحملان الأوروبية بنسبة 16% خلال بداية عام 2025، بالموازاة مع نمو لافت في صادرات الخروف الإسباني بنسبة 50% على أساس سنوي، خلال نفس الفترة، لتصل إلى 7.800 طن.

 

وساهم في هذا الارتفاع، وفق ذات المصدر، الطلب القوي من الجزائر وفرنسا، حيث قفزت صادرات إسبانيا نحو الجزائر من 23 طناً إلى 2.870 طناً، وإلى فرنسا من 1.950 إلى 2.700 طن.

 

وفي سياق متصل، أشارت المفوضية إلى أن الجزائر تخطط بدورها لاستيراد نحو مليون رأس من الأغنام لإعادة تكوين قطيعها، وكانت قد استهدفت رومانيا كمصدر أساسي، غير أن إصابة هذا البلد بطاعون المجترات الصغيرة دفع بالطلب إلى التحول صوب السوق الإسبانية.

 

من جهة أخرى، سجلت صادرات لحوم البقر من الاتحاد الأوروبي خلال شهري يناير وفبراير 2025 تراجعاً بنسبة 4.7%، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. وبيّنت البيانات أن المملكة المتحدة لا تزال الوجهة الأولى لهذه الصادرات بنسبة 36%، تليها تركيا بـ7%.

 

وفيما يخص المغرب، فقد استورد 5.700 طن من لحوم البقر الأوروبية خلال الشهرين الأولين من العام، محتلاً بذلك مرتبة متقدمة ضمن الأسواق الإفريقية المستهدفة، إلى جانب الجزائر وغانا.

 

وفي ظل الطلب القوي ونقص المعروض، أكدت المفوضية أن متوسط أسعار لحوم الأبقار في أوروبا بلغ 645.3 يورو لكل 100 كيلوغرام خلال الأسبوع الثالث من ماي الماضي، ما يمثل زيادة بنسبة 28.26% مقارنة مع السنة الماضية، نتيجة تراجع الإنتاج الأوروبي بنسبة 3.3% خلال بداية 2025.

 

ويبدو أن المغرب، شأنه شأن عدد من الدول المغاربية، بصدد تعديل استراتيجياته الزراعية والبيطرية لمواجهة تقلبات السوق، عبر تعزيز استيراد رؤوس الأغنام للتربية وإعادة التكوين، بدل الاقتصار على الذبح والاستهلاك السريع، في أفق تأمين استقرار الأسواق الوطنية خلال المناسبات الاستهلاكية الكبرى.

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *