عثر‭ ‬عليه‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للحسابات‭ ‬خلال‭ ‬فحص‭ ‬ميزانيات‭ ‬سابقة..‭”‬ثقب‭” ‬في‭ ‬حسابات‭ ‬الخزينة‭ ‬العامة

عثر‭ ‬قضاة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للحسابات‭ ‬على‭ ‬تباين‭ ‬بين‭ ‬الحسابات‭ ‬المالية‭ ‬الفردية‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬المحاسبين‭ ‬العموميين‭ ‬المكلفين‭ ‬بتنفيذ‭ ‬النفقات‭ ‬واستخلاص‭ ‬المداخيل،‭ ‬وبين‭ ‬الحسابات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بمجموع‭ ‬الميزانيات‭ (‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬ومرافق‭ ‬الدولة‭ ‬المسيرة‭ ‬بصورة‭ ‬مستقلة‭ ‬والحسابات‭ ‬الخصوصية‭ ‬للخزينة‭).‬

وقدر‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى حسب يومية الصباح،‭ ‬بعد‭ ‬عمليات‭ ‬فحص‭ ‬وتدقيق‭ ‬جميع‭ ‬الوثائق‭ ‬والبيانات‭ ‬والحسابات‭ ‬المتوصل‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬الخزينة‭ ‬العامة‭ ‬للمملكة،‭ ‬الفارق‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬78‭ ‬مليون‭ ‬سنتيم‭ ‬بين‭ ‬المبالغ‭ ‬المسجلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحاسبين‭ ‬المذكورين‭ ‬وبين‭ ‬المبالغ‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الخازن‭ ‬العام‭.‬

وتهم‭ ‬هذه‭ ‬الفروق‭ ‬في‭ ‬الحسابات‭ ‬قباضات‭ ‬الإدارة‭ ‬الجبائية‭ ‬بالسمارة‭ ‬وتاركسيت‭ ‬وطنجة‭ ‬الطباري‭ ‬وبوعرفة‭ ‬والمركز‭ ‬المحاسبي‭ ‬بالقنصلية‭ ‬العامة‭ ‬للمغرب‭ ‬ببروكسيل‭.‬

ووجد‭ ‬قضاة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬فرقا‭ ‬بـ122‭ ‬ألف‭ ‬درهم‭ ‬بالسمارة‭ ‬و190‭ ‬ألف‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬تاركيست‭ ‬و203‭ ‬آلاف‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬طنجة‭ ‬الطباري‭ ‬و238‭ ‬ألف‭ ‬درهم‭ ‬ببوعرفة‭ ‬و14‭ ‬ألف‭ ‬درهم‭ ‬بقنصلية‭ ‬المغرب‭ ‬ببروكسيل‭. ‬

وجوابا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الملاحظات،‭ ‬قال‭ ‬الخازن‭ ‬العام‭ ‬للمملكة‭ ‬إن‭ ‬عملية‭ ‬مقارنة‭ ‬المعطيات‭ ‬الواردة‭ ‬من‭ ‬حساب‭ ‬الخزينة‭ (‬قسم‭ ‬المركزة‭) ‬وتلك‭ ‬الواردة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحاسبين‭ ‬العموميين،‭ “‬تبين‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬فروقات‭ ‬تذكر‭”.‬

وأكد‭ ‬الخازن‭ ‬العام‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬إصلاح‭ ‬منظومة‭ ‬المالية‭ ‬العمومية‭ ‬للدولة،‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬برامج‭ ‬معلوماتية‭ ‬حديثة‭ ‬بالخزينة‭ ‬العامة‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬تجميع‭ ‬كل‭ ‬الحسابات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬موحدة،‭ ‬ما‭ ‬تنتفي‭ ‬معه‭ ‬إمكانية‭ ‬حدوث‭ ‬فوارق‭.‬

عكس‭ ‬ذلك،‭ ‬أسفرت‭ ‬عملية‭ ‬مقارنة‭ ‬المعطيات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬الحساب‭ ‬العام‭ ‬للمملكة‭ ‬وتلك‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الخزينة‭ ‬العامة‭ ‬عن‭ ‬تطابق‭ ‬كل‭ ‬مكوناتها‭ ‬من‭ ‬مداخيل‭ ‬ونفقات‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬ومرافق‭ ‬الدولة‭ ‬المسيرة‭ ‬بصورة‭ ‬مستقلة‭ ‬والحسابات‭ ‬الخصوصية‭ ‬للخزينة‭.‬

وسجل‭ ‬المجلس‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الملاحظات‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬التوصل‭ ‬بالوثائق‭ ‬وبيانات‭ ‬الحسابات،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬المحاسبين‭ ‬العموميين،‭ ‬يقدمون‭ ‬حسابات‭ ‬مرافق‭ ‬الدولة‭ ‬مجزأة‭ ‬بين‭ ‬خزنة‭ ‬الوزارات‭ ‬وخزنة‭ ‬الأقاليم‭ ‬والعمالات،‭ ‬عوض‭ ‬تقديمها‭ ‬حسب‭ ‬كل‭ ‬قطاع‭ ‬وزاري‭.‬

وقال‭ ‬المجلس،‭ ‬الذي‭ ‬طالب‭ ‬بتنفيذ‭ ‬توصياته‭ ‬وعدم‭ ‬تركها‭ ‬حبرا‭ ‬على‭ ‬ورق،‭ ‬إن‭ ‬المحاسبين‭ ‬العموميين‭ ‬ملزمون‭ ‬بالتقيد‭ ‬بمقتضيات‭ ‬المادة‭ ‬25‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬62‭.‬99‭ ‬المتعلق‭ ‬بمدونة‭ ‬المحاكم‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تلزمهم‭ ‬بتقديم‭ ‬الحسابات‭ ‬لمصالح‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬سنويا‭ ‬حسب‭ ‬الكيفيات‭ ‬المقررة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعمال‭ ‬مسطرة‭ ‬المراقبة‭.‬

ويطلب‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للحسابات‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬العمومية‭ ‬التفاعل‭ ‬الجدي‭ ‬مع‭ ‬التوصيات‭ ‬التي‭ ‬يصدرها،‭ ‬إذ‭ ‬أطلق،‭ ‬قبل‭ ‬سنة،‭ ‬منصة‭ ‬رقمية‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض،‭ ‬لفائدة‭ ‬المخاطبين‭ ‬الرسميين‭ ‬وكذا‭ ‬المكلفين‭ ‬بالتتبع‭ ‬المعينين‭ ‬بمختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬الحكومية‭ ‬قصد‭ ‬تسهيل‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬والتنسيق‭ ‬بشأن‭ ‬تتبع‭ ‬هذه‭ ‬التوصيات‭.‬

وأكد‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬الأهمية‭ ‬التي‭ ‬يوليها‭ ‬لتتبع‭ ‬تنفيذ‭ ‬التوصيات‭ ‬وسيلة‭ ‬للرفع‭ ‬من‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬لأعماله‭ ‬الرقابية،‭ ‬مذكرا‭ ‬بضرورة‭ ‬التفاعل‭ ‬المسؤول‭ ‬للسلطات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية‭ ‬إزاء‭ ‬التوصيات‭ ‬المحملة‭ ‬على‭ ‬المنصة‭ ‬الرقمية،‭ ‬بتعبئة‭ ‬إجراءات‭ ‬تنفيذها‭ ‬في‭ ‬الآجال‭ ‬المحددة‭.‬

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *